تباين المجتمع السعودي في استقباله لخبر دخول المرأه لمجلس الشورى بشكل ظاهر الأمر الذي أدى إلى ولادة جبهتين متضادتين. جبهة وجدت من هذه الخطوة التاريخية إعلاناً لانتصار المرأة في نضالها الحقوقي الذي طالما نادت به وسعت إليه, وجبهة أخرى لم تر من هذا القرار إلا بداية انحدار لن تحمد عقباه ولن يعلم منتهاه. إلا أنه بالرغم من تباينهما الشديد وتناقضهما الكبير إلا أن كلا الطرفين يلتقيان عند تساؤل وحيد يجمعهما معا في بيت واحد وتحت سقف واحد.. ماذا ستقدم المرأه لمجلس الشورى ولم يتمكن الرجل من تقديمه؟ ربما يكون من المبكر طرح مثل هذا التساؤل الآن والدورة السادسة لمجلس الشورى لم تبدأ بعد, وفي المقابل نجد أن إلقاء مثل هذا التساؤل شرعي وجائز لا يختلف عليه اثنان... فليس لنا أن نتنبأ بمدى تأثير ضم المرأة لمجلس الشورى على القرارات والأجندات التي ستطرح فيما بعد وليس لنا أن نعلم ما سيتم تحقيقه على يديها داخل أروقة المجلس فهذا علمه عند علام الغيوب وليس لنا إلا أن نصبر وننتظر. إلا أني أستطيع أن أتنبأ بإنجاز عظيم ستحققه المرأة سيترك بنا بالغ الأثر.. هذا الإنجاز لم يسبقها إليه الرجل وسيتم تحقيقه قبل أن تبدأ الدوره القادمة ببضعة أشهر ومن خارج أروقة المجلس.. كيف؟ عندما تعلن أسماء سيدات مجلس الشورى. عندما تعرض لنا سيرهن الذاتيه وأسمائهن الثلاثيه والرباعيه لن نجد لهن أب أو أخ أو عم أو خال أو ابن إلا وتفاخر بنسبه إليها .. القريب والبعيد سيجد له سبيلا لينسب نفسه إليها حتى وإن كان خيط الصلة ضعيف أو يكاد يكون معدوما. لدى الغالبية العظمى من الرجال في مجتمعنا عادة قبيحة وهي التحرج في الكشف عن أسماء نسائهم, ويقع عليه وقع العار أو الفضيحة إن علم أحد أو سمع أحد بأسمائهن. ولن تجد لهذه الخصلة الفاسدة متعصبا عندما يعتاد المجتمع على سماع ذكر أسماء النساء والإعلان عنهن خصوصا في مركز حكومي رفيع كمجلس الشورى. كما أن لدينا عادة قبيحة أخرى تتمثل في التفاخر والتباهي القبلي, إلا أن هذه الخصلة السيئة هي الأخرى ستوظف توظيفا حسنا عندما يستخدمها الرجل في المفاخرة بانتسابه لسيدة الشورى الأمر الذي سيجعل من كشف الرجال لأسماء نسائهم يعد أمرا طبيعيا بعد مدة من الزمن ليست بالبعيدة ولكنها بالتأكيد ستكون أول انجاز تحققه المرأة ولم يحققه الرجل وليس هذا فقط ولكنه سيتحقق من قبل أن تطأ قدماها المجلس.