احتفلت الأسرة الدولية بيوم البيئة العالمي والذي يوافق الخامس من شهر يونيو من كل عام ميلادي إلا أن المتابع لنشاط الإدارة البيئية في المملكة يلاحظ الغياب التام لأي تظاهرة احتفالية بهذا اليوم بالرغم من تعدد الأجهزة المناط بها مسؤوليات الاهتمام بشؤون البيئة وفقاً لمهام واختصاصات كل جهة. كذلك يلاحظ الغياب التام للنشاط البيئي من قبل منظمات القطاع الخاص وانعدام الجهود الوطنية التطوعية الرامية لحماية البيئة خلال الاحتفال بيوم البيئة العالمي. وبالرغم من أن البند الخامس من المادة الثانية من النظام العام للبيئة أكد على أهمية رفع مستوى الوعي بقضايا البيئة، وترسيخ الشعور بالمسؤولية الفريدة والجماعية للمحافظة عليها وتحسينها وتشجيع الجهود الوطنية التطوعية في هذا المجال.. وهذا ما لم نلاحظه خلال اليوم العالمي للبيئة عدا بعض الاجتهادات الصحفية في بعض الصحف المحلية نحو طرح القضايا البيئية. - وقد يعزى السبب في عدم تفعيل المشاركة الوطنية على مستوى السكان في هذا الوقت بسبب انشغال الأسر في امتحانات آخر العام الدراسي لكن ذلك لا يمنع في أن تتبنى الأجهزة المركزية للبيئة والأجهزة الأخرى ذات العلاقة ومراكز البحوث اقامة الندوات والمحاضرات والمعارض لتفعيل النشاط البيئي على مستوى منظمات القطاع العام، كما ان هذه الأنشطة تسهم في طرح القضايا البيئية وتقديم التطورات الملائمة لحلها ومن ثم تناولها برؤية علمية مهنية للرفع من مستوى نشاط الإدارة البيئية على مستوى المملكة. - ويجدر الاشارة إلى أن البيئة وقضاياها مكان اهتمام كبار المسؤولين في الدولة ويأتي على هرم الاشراف القيادي للادارة البيئية الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسموه الكريم من أبرز القيادات على مستوى العالم اهتماما بالبيئة ودائماً ما يوجه سموه - حفظه الله - عبر لقاءاته واجتماعاته إلى أهمية الرفع من مستوى نشاط الإدارة البيئية وتنفيذ برامج التنمية المستدامة والمحافظة على المواد الطبيعية وقيمتها وترشيد استخدامها، وتقديرا لجهود سموه - رعاه الله - وتقديراً لمقامه البارز في مجال حماية البيئة فانه على الأجهزة التنفيذية وكذلك منظمات القطاع الخاص بلورة تنظيماتها الحالية والشروع في إعادة صياغة اسلوب نشاطها بما يتفق مع أهداف النظام العام للبيئة، وتناول القضايا البيئة بنظرة شمولية ذلك أن البيئة محيط للجميع يتطلب التنظيم الفعال للتعامل مع عناصره المختلفة. ومن هذا المنطلق فإنني أقدم بعض المقترحات والتوجيهات الإدارية نحو تفعيل أدوار الأجهزة العامة في مجال الرفع من مستوى الوعي بقضايا البيئة لتعكس مدى اهتمام ولاة الأمر في بلادنا - حفظها الله - بالبيئة وحماية الصحة العامة وتنمية وترشيد استعمال الموارد الطبيعية.التطوير التنظيمي لنشاط الأجهزة ذات العلاقة بالبيئة نظراً لتعدد الأجهزة ذات العلاقة بالبيئة في المملكة والمسؤولة عن تنفيذ النظام العام للبيئة ولوائحه التنفيذية من أجهزة مدنية وعسكرية فإن ذلك يتطلب تطوير أداء هذه الأجهزة والتحديد المدقق لمهامها وتوضيح علاقتها ببرامج ولوائح النظام العام للبيئة، والتأكيد على أن يكون الاهتمام بعملية التنسيق عبر هذه الأجهزة عند وضع الخطط الخاصة بأدائها في مجال العمل البيئي لكي يتم وضع علامات منظمة بين الأجهزة تعمل من خلالها الأجهزة المتعددة باسلوب تعاملي بعيدا عن التداخل والتنافس غير الموضوعي تجاه تناول المشكلات البيئية، والعمل على رفع مستوى الوعي بقضايا البيئة خلال التنسيق الفعال بين هذه الأجهزة وتوظيف المناسبات العالمية والمحلية نحو تحقيق أهداف النظام العام للبيئة. دمج الوحدات والأجهزة البيئية تحت مظلة جهة بيئية واحدة: من الملاحظ وجود تعدد في الأجهزة المسؤولة عن البيئة في المملكة، وكذلك يوجد أجهزة بيئية متخصصة منفصلة كالرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئية، والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، لذا فان دمج بعض الوحدات والأجهزة البيئية المتعدة تحت مظلة جهة بيئية موحدة سوف يسهم في الحد من مشكلة تعدد الأجهزة وبالتالي تركيز الجهود تحت مظلة واحدة وبالتالي يسهل مواجهة المشكلات البيئية وتفعيل تنفيذ الأنظمة واللوائح البيئية وسهولة الاتصال بها مع الجهات الأخرى، وعلى ضوء ذلك فان ذلك سوف يعمل على رفع مستوى الوعي بقضايا البيئة وتفعيل المناسبات البيئية والعمل ضمن هيكل تنظيمي موحد يحد من الازدواجية في الأداء. تشجيع المبادرات التطوعية الهادفة لحماية البيئة لتفعيل برامج التوعية البيئية ورفع مستوى الوعي بالقضايا البيئية فإن ذلك يتطلب تشجيع المبادرات التطوعية الهادفة إلى حماية البيئة كتأسيس جمعيات حماية البيئة الأهلية في مختلف مناطق ومحافظات ومدن المملكة المترامية الأطراف. أحمد بن سليمان الجلاجل وعلى ضوء ذلك فإن تأسيس هذه الجمعيات يتطلب أن تكون ضمن هياكل تنظيمية واضحة مع تحديد علاقتها مع الأجهزة الأمنية والبيئية لتمثل دور الرقابة المجتمعة في المجال البيئي ضد أي مصدر يهدد الأمن البيئي أو ضد الاهمال في تطبيق الأنظمة البيئية ولعل من المناسب تفعيل مجالس البلدية المنتحبة في مختلف مناطق المملكة في هذا المجال. تخصيص يوم بيئي على المستوى الوطني العمل على تخصيص يوم بيئي على المستوى الوطني بحيث يتم اشراك جميع الأجهزة العامة ومنظمات القطاع الخاص والأفراد والجمعيات الأهلية المختلفة وذلك بهدف رفع مستوى الوعي بالقضايا البيئية وترسيخ الشعور بالمسؤولية لدى جميع العناصر البيئية المختلفة وأهمية المحافظة عليها، فاليوم العالمي للبيئة كتوقيت زمني قد لا يناسب ظروف مجتمعنا وبالتالي قد تقتصر المشاركة فيه على مستوى الأجهزة الرسمية للدولة، ولكن لابد من تخصيص يوم بيئي وطني لكل منطقة يراعى فيه ظروف المنطقة وطبيعة الأنشطة فيها كالمناطق الساحلية، أو المنتزهات البرية وغيرها. وعلى سبيل المثال ففي مدينة الرياض يوجد عدد كبير من شركات النظافة العاملة في مجال نظافة المدينة، وبالتالي فإن تخصيص يوم وطني بيئي لمدينة للرفع عن مستوى الوعي البيئي لسكان المدينة يتم من خلال مشاركة هذه الشركات تحت إشراف أمانة مدينة الرياض لتحقيق هدف محدد من أهداف حماية البيئة لدى جميع سكان مدينة الرياض ويختار لأجل ذلك وقت يناسب هذا الاتجاه لرفع مستوى الوعي بقضايا البيئة.