بدأت في اسطنبول مساء امس فعاليات مؤتمر المعارضة السورية الذي يهدف الى "توحيد رؤى المعارضين" حول الازمة السورية، بحسب المنظمين، على ان تعقد اجتماعات العمل الثلاثاء. وقال عضو المكتب الاعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني في اتصال ان "فعاليات المؤتمر تبدأ بحفل استقبال مساء الاثنين، على ان تعقد الاجتماعات يوم غد - اليوم - من العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء (بتوقيت تركيا) وتختتم بمؤتمر صحافي". واضاف "الهدف من هذا المؤتمر هو توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي". واوضح السرميني ان "الدعوة وجهت الى كل اطياف المعارضة، واعتذر عن الحضور هيئة التنسيق (الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي) والمنبر الديموقراطي". وبرر بيان لهيئة التنسيق الوطنية الغياب عن المؤتمر بوجود "كثير من التجاوزات التنظيمية والسياسية". وعدد بين هذه "التجاوزات" مشاركة تركيا وقطر في توجيه الدعوات معتبرا اياها "محاولة للقفز فوق دور جامعة الدول العربية ومصادرته لصالح شراكة متفردة ولافتة للانتباه بين قطر وتركيا". كما اشار البيان الى ان "الدعوة لم توجه الى معارضة الداخل وقواها المنظمة الرئيسية والشخصيات الوطنية واقتصرت الدعوات على عدد من الأفراد الذين اختارتهم الجهة الداعية بنفسها متجاهلة حق أحزابهم وتياراتهم ومجموعاتهم وتحالفاتهم التي ينتمون إليها في اختيار من يمثلها إذا قررت المشاركة"، من دون ان يوضح من المقصود بهذه الجهات. وكان المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية اطراف المعارضة اعلن السبت عن اجتماع للمعارضة يسبق مؤتمر "اصدقاء سوريا" الذي يعقد في الاول من نيسان/ابريل في اسطنبول ويضم "كل اطياف المعارضة". واعترض بيان هيئة التنسيق ما اعتبره "مسعى لوصاية سياسية على المعارضة السورية وحشرها مع رؤى ومصالح الجهات الداعية"، داعيا الى "تحضير متقن ومتأنٍ" للمؤتمر بعد "انضاج عوامل التوحيد والانسجام الفعلي بين القوى الأساسية على الأقل". وبين شخصيات المنبر الديموقراطي المعروفة السياسي ميشال كيلو. وكانت جماعة الاخوان المسلمين في سوريا اعلنت الاحد من اسطنبول وثيقة "عهد وميثاق" حددت فيها الاطر العريضة لمفهومها لسوريا بعد الاسد ودعت الى بناء "دولة مدنية حديثة ديموقراطية تعددية تداولية". الى ذلك أعلنت الصين امس أنها لم تقرر بعد المشاركة بمؤتمر أصدقاء سوريا الثاني المزمع عقده في اسطنبول في الأول من نيسان/أبريل المقبل. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لاي، أن بلاده تلقت دعوة للمشاركة بالمؤتمر الذي سيعقد في تركيا، غير أنها لم تنظر بالمشاركة فيه. وقال هونغ "نعتقد أن الخطوات التي اتخذها المجتمع الدولي في ما يتعلق بسوريا يجب أن تساهم بالتخفيف من وطأة الوضع هناك، ودعم الحوار السياسي وحلّ الخلافات والحفاظ على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط". واعتبر أن حلّ الأزمة في سوريا يكمن بمشاركة كافة الأطراف المعنية بالحوار، وأن يخلق المجتمع الدولي الجوّ الملائم لذلك. وأكد أن الصين ستستمر بالعمل مع كافة الأطراف للتوصل إلى حلّ ملائم للأزمة.