تستضيف مؤسسة دبي للإعلام مساء اليوم الأحد في تمام الساعة (10,30) كلا من نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، وإحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، في حلقة جديدة من برنامج (مع زينة يازجي من القاهرة) على شاشة تلفزيون دبي. في بداية الحلقة، توقع نبيل العربي أن يُدخل الربيع العربي تغييرات حتى على الدول التي لم يطلها بشكل مباشر، ودليل ذلك ما تم حسبه من "إصلاحات حقيقية في المغرب"، معلناً بصراحة تأييده الكامل لمطالب الشعوب العربية، وآمل "ألا تكون قد انتهت عاصفة الربيع العربي". نبيل العربي: آمل ألا تكون عاصفة الربيع العربي قد انتهت والمسار الإنساني الأكثر استعجالاً في الأزمة السورية وعن مدى إمكانية انعكاس ذلك التغيير على أداء الجامعة العربية، قال إن مجرد انعقاد الجامعة العربية في مثل هذه الظروف إنجاز عظيم، غير مسبتعد إمكانية "بلوغ نتائج مرضية للشعوب على الأقل من ناحية بداية مرحلة جديدة"، مذكراً في المقابل بحصول إجماع خلال مجلس وزراء الخارجية المنعقد في سبتمبر الماضي على ضرورة تطوير الجامعة على مستوى التفكير والاهتمامات. ونبه العربي إلى أن الشارع والشعوب العربية تحمّل الجامعة أكثر مما تتحمل، مؤكداً على أن "الشعب سيستفيد حينما يقرر القادة التعاون". وفي موضوع الأزمة السورية، شدد العربي على أن المجتمع الدولي يجب أن يقف وقفة واحدة حيالها، وأن يتخذ قراراً ملزماً بوقف إطلاق النار، مخافة أن يصل الأمر إلى حرب أهلية، مؤكداً على أن المسار الأكثر استعجالاً الآن هو المسار الإنساني عبر إيصال المساعدات وإسعاف الجرحى والحالات الخطيرة، ثم يأتي بعده مسار سياسي من خلال إحلال "إصلاحات سياسية حقيقة تتفق مع تطلعات الشعب السوري"، تاركاً قرار بقاء الرئيس الأسد من عدمه للشعب نفسه يوم بدء الحوار. زينة مع إحسان أوغلو وقال العربي إن المعارضة السورية منقسمة على بعضها، مرجعاً سبب ذلك إلى أن أطرافاً فيها تدفع باتجاه تطبيق السيناريو الليبي كحل للأزمة، وتعتقد أن الجامعة هي من تحول دون ذلك، في حين "ترفض أطراف أخرى الخيار العسكري وتدمير سوريا من الجو". وحث الأمين العام لجامعة الدول العربية، الرئيس السوري بشار الأسد على ضرورة الاستفادة من الدرسين التونسي والمصري لأن "الشعب إذا نزل إلى الشارع ورفع مطالب عادلة فلا بد أن يستجاب لطلباته". وبشأن مستقبل ليبيا بعد الثورة، نوه العربي بقادتها الجدد ووصفهم بأصحاب المستوى العالي الذين "أرجو أن تسير الأمور بفضلهم على الطريق الصحيح". وفي الجزء الثاني من الحلقة مع زينة يازجي، أرجع إحسان أوغلو عجز منظمة التعاون الإسلامي عن إصدار قرار من مجلس الأمن يقضي بمنع تهويد القدس إلى أن المنظمة ليس لها مقعد في المجلس، مشيراً إلى سعيها لافتكاك مقعد دائم فيه ككتلة حضارية واحدة. مؤكداً أن حل "المشكل الفلسطيني" ليس من البساطة بما يمكن منظمة واحدة من حله، بل يجب أن تلقي الدول الإسلامية بثقلها وأن تتظافر جهودها في ذلك، لافتاً انتباه الرأي العام الإسلامي في هذا الصدد، إلى أن ثمة "ممكن وغير ممكن.. وأشياء لا يمكن صنعها لأن القوى التي تقف أمامنا لا قبل لنا بها"، غير أنه استدرك بالقول أن الربيع العربي "سيسارع في زيادة الممكن في حل القضية الفلسطينية"، لأنه لن يكون هناك تباين كما في السابق بين مواقف الشعوب وقادتها. واعتبر إحسان أوغلو بأن الثورات العربية خرجت ضد الكبت والفاشية، وقال إنها لم تبلغ مرحلة الربيع بعد، وأن ما يحدث هو "خريف للطغاة أما الربيع فسيبدأ بعد فترة قاسية عندما تزهر نتائج الثورة"، محذراً الإسلاميين من إمكانية خسارتهم لثقة الشعوب التي انتخبتهم في حال لم يخرجوا من دائرة الشعارات، وقال إن أمامهم طريقين إما "التعامل الواقعي مع المشاكل وحلها، أو البقاء مع الشعارات الدينية التي كانوا يستخدمونها في السابق دون محتوى سياسي برامجي"، كما حذر من إعادة تكرار تجربة أحداث العنف المريرة التي عرفتها الجزائر في التسعينات. وفيما يتعلق بالأزمة السورية، دعا أوغلو كلاً من النظام والمعارضة للدخول في حوار من أجل تجاوز الأزمة لوضع أسس للحل، غير أن النقاط الأساسية التي يبنى عليها الحوار على حد تعبيره هي "وقف الاقتتال وسفك دماء الأبرياء وتحطيم البلاد"، مبدياً دعمه لجهود كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا، من أجل حل الأزمة عبر التفاوض، كما استبعد إمكانية حدوث تدخل عسكري في سوريا لأن تلك هي النقطة الوحيدة التي يتفق، حسبه، الجميع عليها. وتأسف إحسان أوغلو من ردود بشار الأسد على دعاوى المنظمة له بالإصلاح واصفاً إياها بالردود الكلامية التي لا شيء منها يطبق في الواقع، وذهب إلى أن عكس ذلك هو ما يحدث عبر "استمرار سفك الدماء". وبخصوص علاقة الدول الإسلامية مع إيران، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إلى التفاهم معها وحل مشاكل الأطراف التي يبدو أنها لا تستسيغ سياساتها في إطار منظمة التعاون الإسلامي وضمن مفهوم التضامن الإسلامي، من أجل تحقيق المصلحة الإسلامية المشتركة، متهماً أمريكا صراحة في موضوع التوتر الطائفي في العراق، ببناء نظام حكم أساسه التمزيق المذهبي، من خلال تدخلها الذي "كرس الطائفية كما فعل الفرنسيون في لبنان بعد الحرب العالمية الأولى".