اختتم مؤشر السوق السعودي جلسة نهاية الأسبوع الثالث من شهر مارس عتد مستوى 7540 نقطة محققا بذلك انخقاضا طفيفا عن مستوى الاسبوع الفائت وبذلك يكون المؤشر قد ارتفع بنسبة 4% منذ بداية الشهر الحالي و 14% منذ بداية شهر فبراير 2012م و 17.5% منذ بداية العام الحالي و 26% منذ فترة 12 شهرا الفائتة. اما بالنسبة لحجم السيولة فقد واصلت النمو المستمر والقوي حيث وصلت الى معدل18.5 مليارا باليوم مرتفعة من معدل 15 مليار ريال باليوم للأسبوع الفائت بزيادة قدرها +85 % مقارنة بمعدل الشهر الفائت وزيادة قدرها +176 % مقارنة بمعدل شهر يناير 2012م وزيادة قدرها 320% مقارنة بمعدل عام 2011م وكان من الملاحظ خلال الاسبوع الفائت هو استمرار تدفق سيولة كبير على سوق الاسهم السعودي ولكن المهم هنا اين اتجهت هذه السيولة وكيف تحركت داخل السوق ؟ ومن خلال تحليلي لتحرك السيولة داخل السوق وجدت ان السيولة كانت تتحرك ضمن قطاعات وليس ضمن شركات بعينها بمعنى ان حجم كبير من السيولة يدخل الى قطاع بقوة ويخرج منه الى قطاع اخر في وقت محدد وبشكل سريع وهذ مؤشر على أن اسلوب المضاربين الحاليين أصبح أكثر حرفية من مضاربي عام 2005م و 2006م وان هيئة سوق المال السعودي تواجة نوعا جديدا من المضاربين المحترفين يختلف كثيراً عن مضاربي عام 2005م وعام 2006م. ومن خلال تتبعي لتحرك السيولة وجدت ان جزءا كبيرا من السيولة الداخلة الى السوق هي سيولة مضاربية حيث بدأت هذه السيولة في بداية العام بالتمركز في قطاع التأمين وظلت تتحرك داخل قطاع التأمين لفترة اكثر من شهر حتى وصول اسعار معظم شركات التأمين الى مستويات مبالغ بها ووصل المضاربون بها الى قناعة بوصولها الى اسعار مغرية لجني الارباح وبعد ذلك بدأت عملية الخروج للسيولة من شركات التأمين وبدأت في الانتقال المنظم إلى شركات اخرى وتحديدا الى 3 شركات هي "زين السعودية - إعمار - دار الأركان" وجميعها تتميز بان اسعار اسهمها كانت اقل من 10 ريالات قبل بدء عملية المضاربة عليها وبعد وصول اسعار اسهم هذه الشركات الى اسعار مغرية لجني الارباح بدأت عمليات جني الارباح والخروج من هذه الاسهم، وقد ترافق ذلك مع قيام احد الصناديق الحكومية (مؤسسة معاشات التقاعد) ببيع كامل حصته في شركة زين . وكان من الملاحظ ان تداولات الاسبوع الفائت تميزت بالحساسية الشديدة للأخبار وبدأت القطاعات بالتحرك ككتلة واحدة حيث هبطت اسعار اسهم شركات الاسمنت بعد ورود اخبار عن تنظيمات جديدة من وزارة التجارة وتلا ذلك انتقال السيولة الى قطاع البتروكماويات يشكل كبير وسريع بعد إلاعلان عن إغلاق ملف قضايا الإغراق التركي ضد منتجات البتروكيماويات السعودية (حيث ارتفعت يوم الاربعاء جميع أسهم شركات البتروكماويات بنسب مختلفة - باستثناء شركة سبكيم-) ولقد زاد من قلق المتداولين خلال الاسبوع هو اتجاه سيولة الى سهم شركة الكهرباء مما ادى الى ارتفاع السهم بنسبة تفوق 10% خلال الاسبوع، حيث يعتبر الكثير من المضاربين ان ارتفاع سهم الكهرباء يعتبر مؤشرا على بداية هبوط او تصحيح بالسوق، ولكن يمكن القول إجمالاً ان السوق قد تماسك بشكل كبير خلال الاسبوع الفائت بالرغم من مروره بهزة قوية يوم الثلاثاء حيث حقق أكبر خسارة يومية بالنقاط المئوية منذ أكثر من 14 أسبوعاً. وكان لحزمة من الاخبار الايجابية القادمة من الولاياتالمتحدة الامريكة حيث وصلت المؤشرات الرئيسية الأمريكية الى أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات مع صدور البعض من البيانات و المؤشرات والتي جاءت أفضل من توقعات المحللين الدور الكبير في المحافظة على تماسك السوق وعدم حدوث عميلية جني ارباح قوي وطويل.