اعتاد العراقيون منذ الغزو الأمريكية لبلادهم عام 2003 على وقوع أحداث دامية بين الحين والآخر إلا أن الأمر ربما له وقع مختلف هذه المرة. فقبل أيام قليلة على موعد انعقاد القمة العربية في بغداد نهاية الشهر الجاري قتل نحو 60 شخصا وأصيب أكثر من 240 آخرين في سلسلة انفجارات بسيارات ملغومة وعبوات ناسفة شملت مناطق متفرقة من البلاد في مشهد مأساوي. ورغم ذلك، أكد السفير قيس عزاوي مندوب العراق الدائم لدي الجامعة العربية إن التفجيرات التي شهدتها بعض المدن العراقية لن تؤثر على انعقاد القمة العربية في بغداد نهاية الشهر.وفي تبرير مثير للجدل، أوضح أن التفجيرات التي شهدها العراق تمت في مناطق بعيدة عن المنطقة الخضراء مقر انعقاد القمة وقال إن المناطق جميعها مؤمنة وهي مسار القمة بدءا من المطار ومكان إقامة الوفود والصحفيين والملوك والرؤساء وانتهاء بقصر المؤتمرات ولا خوف على استهدافها. ويتولى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي القائد العام للقوات المسلحة الإشراف على الخطط الأمنية الخاصة بالقمة العربية ويجري بين الحين والآخر اجتماعات لكبار قادة الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية للوقوف على آخر المستجدات الأمنية. وأعلنت قيادة عمليات بغداد عن تخصيص أكثر من 100 طائرة لتأمين الغطاء الجوي خلال أيام القمة فضلا عن تهيئة خمس طائرات إسعاف وطائرات استطلاع مسلح وتصوير جوي وأخرى للمراقبة. وقررت الحكومة العراقية إغلاق مطار بغداد الدولي يوم 29 من الشهر الجاري كما قررت تعطيل الدوام الرسمي لمدة أسبوع ابتدأ من يوم الأحد المقبل وحتى الأول من شهر أبريل من أجل فسح المجال لوضع الخطط الأمنية والحد من حالة الاختناقات المرورية في حين منعت السلطات العراقية حركة الدراجات البخارية والهوائية والعربات في الشوارع بداية من مطلع الأسبوع الحالي. ورغم كل هذه الإجراءات، اعلنت مصادر امنية وطبية عراقية أمس مقتل خمسة اشخاص بينهم سيدة واطفالها الثلاثة نحرا في بغداد.وقال مصدر في وزارة الداخلية ان "الشرطة عثرت صباح الاربعاء على جثث سيدة واطفالها الثلاثة (4 و3 و2 اعوام) مقتلوين نحرا داخل منزلهم في منطقة الزعفرانية" في جنوب بغداد. واكتفى المصدر بالاشارة للاسم الاول (سارة) للسيدة التي يقدر عمرها ب25 عاما. كما اصيب ثلاثة اشخاص بجروح بانفجار عبوة ناسفة في حي المواصلات، في الجانب الغربي من مدينة بغداد، وفقا للمصدر. وفي هجوم اخر، اعلن مصدر في شرطة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) "تعرض منزل احد قادة الصحوة (حسن عبد) في قضاء المقدادية، شمال شرق بعقوبة، الى هجوم مسلح اسفر عن مقتل زوجته واصابته بجروح بليغة".إلى ذلك، تبنت "دولة العراق الاسلامية" التي تضم مجموعات القاعدة الاعتداءات التي ضربت مناطق متفرقة من العراق الثلاثاء وادت الى مقتل نحو خمسين شخصا واصابة اكثر من 250 اخرين بجروح. وجاء في بيان بتاريخ 20 مارس ونشر على موقع شبكة "حنين" بان تنظيم "دولة العراق الاسلامية تبنى الهجمات التي ضربت اهداف توزعت بين مقرات حكومة ومراكز امنية وعسكرية" الثلاثاء الماضي.