سارت تظاهرات عدة ليل الثلاثاء الأربعاء لا سيما في دمشق وحلب للمطالبة بإسقاط النظام، بحسب ما أفاد ناشطون. وتلقت وكالة فرانس برس سلسلة أشرطة فيديو عن تظاهرات سارت في أحياء مختلفة من العاصمة ومن حلب في الشمال التي تتصاعد فيها منذ أسابيع وتيرة الحركة الاحتجاجية. وهتفت تظاهرة طلابية سارت في حي الزاهرة الجديدة في العاصمة قرب جامع أبي أيوب الانصاري "سوريا بدا حرية، سوريا بدا حرية". ثم قال المتظاهرون "يا للعار يا للعار عالشب القاعد بالدار"، في محاولة لحث المزيد من الناس على الانضمام اليهم. كما هتف متظاهرون في حارة المغاربة في السويقة "اللي ما بيشارك ما في ناموس". وسار هؤلاء وهم يحملون علما طويلا لسوريا بعد الاستقلال وقبل حزب البعث امتد على امتار عدة. وكانوا يهتفون وهم يتقدمون بين المحلات التجارية التي كانت لا تزال مفتوحة، بحسب ما ظهر في الشريط، "سوريا للثوار غصب عنك يا بشار"، و"بالحق بالدين بدنا المعتقلين". وفي حي العسالي في دمشق، عمد بضعة اشخاص الى إحراق إطارات، قال المعلق على الشريط إنهم قطعوا بها "الطريق العام في الحي نصرة للمدن المحاصرة والمنكوبة". وتم تصوير كل التظاهرات من الخلف، في حين غطى معظم المشاركين رؤوسهم حتى لا يتم التعرف عليهم. في مدينة حلب، بدت التظاهرات أكثر عددا. وسارت تظاهرة في حي سيف الدولة هتف خلالها المشاركون "الجيش يريد إسقاط النظام". ورفعت خلال التظاهرة لافتة كتب عليها "حرية، حرية، حرية"، وأخرى تتوجه الى الرئيس السوري بشار الأسد "سنرميك في نفس المزبلة التي رمينا فيها خوفنا". وسمع خلال التظاهرة إطلاق عيارات نارية عدة، الا ان التظاهرة تابعت طريقها. وسارت تظاهرة أخرى في حي السكري في حلب طالبت بتسليح الجيش السوري الحر. كما سجلت تظاهرة مسائية في البشيرية في جسر الشغور في محافظة ادلب (شمال غرب). الى ذلك قال نشطاء المعارضة إن ضاحيتين كبيرتين من ضواحي دمشق تعرضتا لقصف مكثف بقذائف الدبابات أمس في أعقاب تجدد هجمات الجيش السوري الحر على القوات الموالية للرئيس بشار الأسد التي استعادت المنطقة من المعارضين قبل شهرين. مقاتل من الجيش الحر مصاب يرقد في مستشفى بمنطقة هاتاي التركية الحدودية مع سورية (رويترز) وأضافوا قولهم إن قذائف المدافع الثقيلة والمدافع المضادة للطائرات أصابت ضاحيتي حرستا وعربين خلال الليل وإن مروحيات الجيش سمعت وهي تحلّق فوق المنطقة على المشارف الشرقية للعاصمة. وكانت قوات الأسد استعادت المنطقتين من مقاتلي المعارضة قبل شهرين. وقال رائد أحد النشطاء من خارج العاصمة مباشرة "شنّ الجيش السوري الحر سلسلة عمليات بعد الغروب ووجّه الجيش ردا انتقاميا شديدا." وأضاف قوله إن مقاتلي المعارضة كانوا قد هاجموا بالقذائف الصاروخية مجمعا كبيرا يضم مخابرات القوات الجوية ووحدة للشرطة السرية في بداية الحملة على الانتفاضة على حكم الأسد التي مضى عليها عام. وقال ان الجيش السوري الحر هاجم أيضا حواجز الطرق التي يسيطر عليها الجيش في الضواحي. وقال نشطاء آخرون إنه وقع قصف بنيران الدبابات بالقرب من طريق دمشق حلب السريع الذي يمتد عبر الضاحيتين وشمالي ضاحية برزة بدمشق. على صعيد متصل يتعرض حي الخالدية في مدينة حمص في وسط سوريا لقصف عنيف من قوات النظام لليوم الثاني على التوالي، بحسب ما أفاد الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في حمص هادي العبدالله وكالة فرانس امس. وكان القصف على الحي تسبب الثلاثاء بمقتل 14 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال العبدالله في اتصال هاتفي من حمص "يتعرض حي الخالدية لقصف مدفعي وصاروخي لليوم الثاني"، معربا عن خشيته من تكرر "القصف الذي شهدناه على حي بابا عمرو قبل اقتحامه، لأن ذلك سيتسبب بكارثة". وأوضح أن حي الخالدية متاخم لأحياء البياضة والقصور والوعر، وأن آلاف النازحين من حي بابا عمرو ومن أحياء منكوبة أخرى في حمص مثل كرم الزيتون والرفاعي وعشيرة والعدوية وباب السباع والجندلي وباب الدريب لجؤوا الى الخالدية ومحيطها. وقال "في كل منزل في الخالدية، تقيم أربع أو خمس عائلات. كما أن المساجد مليئة بالنازحين، وكذلك الأبنية التي كانت قيد البناء، سكنت فيها عوائل". وأضاف إن "الخالدية هي الجبهة الأخيرة" في المدينة، معربا عن أمله بأنها "ستصمد أمام محاولات اقتحامها". ودخلت قوات النظام في الاول من آذار/مارس حي بابا عمرو في حمص بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من القصف والحصار الذي تسبب بسقوط مئات القتلى. ومنذ ذلك الوقت، تمكنت القوات النظامية من السيطرة على 70% تقريبا من المدينة، ولا تزال بعض الاحياء تحت سيطرة الجيش السوري الحر. وعثر في 12 آذار/مارس على جثث حوالي خمسين امرأة وطفلا في حيي كرم الزيتون والعدوية في حمص مقتولين ذبحا او طعنا، واتهمت المعارضة قوات النظام بارتكاب "المجزرة"، فيما قالت السلطات إنها من تنفيذ "مجموعات إرهابية مسلحة". في ذات الاتجاه قتل عدة اشخاص بينهم رجال أمن وجرح آخرون في تفجير انتحاري بريف درعا جنوب سوريا. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس إن "إرهابيا انتحارياً" فجّر نفسه مستخدماً سيارة مفخخة بقوات حفظ النظام قرب مفرق الجيزة على طريق بصرى - المسيفرة في ريف درعا، "ما أدى الى استشهاد عدد من قوات حفظ النظام والمدنيين وجرح آخرين". وذكرت الوكالة أن الانفجار أدى إلى تصدع وتضرر بعض الأبنية المحيطة وحدوث حفرة بقطر نحو مترين بمكان الانفجار. ويأتي تفجير ريف درعا ضمن سلسلة تفجيرات لسيارات في دمشق وحلب أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.