اتسم المشهد السوري بتصعيد دولي بارز أمس، فيما عززت قوات الرئيس بشار الأسد من حملاتها العسكرية على البؤر الساخنة للاحتجاجات. واتهمت الأممالمتحدة نظام دمشق بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان، فيما أعلنت لجنة التحقيق الدولية المكلفة بإجراء تحقيق حول ما يحصل في سورية أن حكومة دمشق "أخفقت في حماية شعبها". وأظهر تقرير جديد للجنة أن المفوضية العليا لحقوق الإنسان تملك لائحة سرية بأسماء مسؤولين سياسيين وعسكريين يشتبه في ضلوعهم ب"جرائم ضد الإنسانية" في سورية. إلى ذلك، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن المجلس الوطني السوري "هو ممثل ذو مصداقية" للمعارضة، في حين أعلن مسؤول أميركي أن خطة مساعدة إنسانية دولية ستعرض اليوم على مؤتمر أصدقاء سورية في تونس. ميدانيا أطلق ناشطون من مدينة حمص، التي تتعرض لقصف منذ ثلاثة أسابيع، "نداء استغاثة" أمس، فيما شوهدت ألسنة النيرات تتصاعد من فوق المنازل في بابا عمرو. وقال الناشط عمر شاكر عبر سكايب "الناس هنا إن لم يموتوا من القصف سيموتون من الجوع والعطش". ------------------------------------------------------------------------ أطلق ناشطون من مدينة حمص التي تتعرض لقصف مستمر من قوات النظام منذ ثلاثة أسابيع "نداء استغاثة" أمس، فيما شوهدت ألسنة النيران تتصاعد من فوق المنازل في بابا عمرو. وأكد ناشطون من حمص أن الاتصالات مقطوعة بشكل شبه كامل، ما يجعل من الصعب معرفة مكان وجود جثتي الصحفيين الغربيين الأميركية ماري كولفن والفرنسي ريمي اوشليك اللذين قتلا جراء القصف الذي طال منزلاً يستخدم كمركز إعلامي في بابا عمرو أول من أمس. كما لم يتسن معرفة مصير الصحافيين الأجانب الثلاثة الجرحى، وبينهم الصحفية في مجلة "لو فيغارو" الفرنسية اديت بوفييه. وأوضح مسؤول في المجلة أن بوفييه تحتاج إلى عملية جراحية. وقالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إنها تحاول الاتصال بحمص لكن "القصف عنيف إلى درجة أن أحدا لا يمكنه ان يصعد إلى السطح لاستخدام هاتفه عبر الأقمار الصناعية". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس أن "حي بابا عمرو وجزءا من حي الإنشاءات يتعرضان للقصف منذ الساعة السابعة فيما تسقط قذائف هاون على حي الخالدية". وأطلق الناشط عمر شاكر عبر سكايب "نداء أخيرا للاستغاثة"، وقال "الناس هنا إن لم يموتوا من القصف سيموتون من الجوع والعطش". وقال إن "الاتصال مقطوع مع نحو عشرة ناشطين، لا نقدر على الاتصال بهم لا من خلال سكايب ولا عبر هواتف الثريا". وذكر عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله في اتصال من حمص "نسمع أصوات انفجارات رهيبة ومروعة". وأضاف "نحن ننقل الجرحى إلى المنازل لأن المشفى الميداني استهدف بالقصف ومحاولة الخروج من بابا عمرو الآن انتحار"، مضيفا "نتخوف من إبادة جماعية، وهذه ليست عبارة نطلقها اعتباطيا". وتابع "لا نفهم لماذا لم تتحرك الأسرة الدولية بعد، ولم هذا التخاذل، فالشعب يتعرض لمذبحة من أجل أن يتمسك رجل بسدة الرئاسة؟". ويبدي الناشطون منذ أيام تخوفهم من اقتحام القوات النظامية لحي بابا عمرو الذي توجد فيه عناصر من الجيش السوري الحر، بحسب ناشطين. وقال رامي عبد الرحمن إن نظام الرئيس بشار الأسد "يريد أن يحسم الوضع لكنه يخاف من مقاومة عنيفة داخل الحي، ويخشى حرب الشوارع". وفي مناطق أخرى، قتل أربعة مدنيين وخمسة من عناصر الأمن في أعمال عنف. وفي محافظة حلب قتل طفل في الثامنة بعد منتصف ليل أول من أمس في قرية منغ في إطلاق نار من قوات نظامية. وذكر المرصد أن تشييعه صباح اليوم تحول إلى تظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام. وتحركت مجددا أمس جامعة حلب ونظمت بحسب المرصد "تظاهرة حاشدة تضم نحو ألفي طالب من أمام كلية العلوم في جامعة حلب التي تنتفض بشكل كبير على النظام" منذ أيام. أما في درعا فقد اقتحمت القوات الحكومية حي طريق السد في المدينة، ما تسبب بمقتل شاب وطفل في الخامسة من عمره، بالإضافة إلى وقوع عدد من الجرحى.