تصاعدت المخاوف من سيطرة الإخوان المسلمين على إعداد الدستور الجديد في مصر، بعد أن تم الاتفاق على تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور المؤلفة من 100 عضو بواقع 50% من البرلمان و50% من خارجه. وطالب عمرو موسى، المرشح المحتمل للرئاسة، بضرورة أن تتضمن لجنة تأسيس الدستور كل فئات المجتمع وكل طوائف الشعب المصري بلا استثناء. وأضاف موسى، أنه ليس أمام المصريين فى هذه اللحظات الفارقة، إلا أن يتقبلوا الديمقراطية والحوار، وتطرق إلى مسألة التمييز فى الحياة السياسية، مؤكدا ثقته فى إمكانية حل هذه القضايا إذا تكاتف الشعب المصري جميعه على عنوان إعادة بناء مصر. من جانبه، وصف الفقيه الدستوري الدكتور إبراهيم درويش، الذى شارك فى لجنة وضع الدستور الجديد لتركيا، الدستور المصري الجديد الذى يتم الإعداد له حاليا بأنه دستور» إخواني»، ولن يكتب له البقاء، متهما الإخوان والمجلس العسكري بعقد صفقة تجعل الإخوان يتحكمون فى الرئيس القادم، ويمنعون عنه جميع الصلاحيات تحت حجة تقليل صلاحيات الرئيس. وأكد درويش أن طريقة اختيار أعضاء لجنة الدستور تكشف العوار الذى يهدد الدستور الجديد، نافيا أن يكون هناك دستور قائم على الأغلبية السياسية، ويتحكم تيار واحد فى اختيار أعضاء اللجنة التأسيسية، مشددا على أن الدساتير تكتب بلجان محايدة، ويكون الدستور قصيرا جدا لا يتعدى من 20 إلى 25 مادة بما يضمن له الثبات والاستقرار. وأكد درويش، أن الضامن الحقيقي للدستور هو الشعب، متوقعا أن تكون هناك ثورة جديدة فى الفترة القادمة، قد لا تتعدى عاما أو عامين ضد الدستور والرئيس القادم، نتيجة للبناء الذى وصفه بالخاطئ فى انتخاب الرئيس ووضع دستور فى توقيت واحد، بمعايير اعتبرها مختلة، نتيجة لما أسماه بالصفقة السياسية بين المجلس العسكري والإخوان المسلمين، معتبرا البرلمان هو من خلق الدستور وليس العكس. الى ذلك أكد الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، إن الجماعة لا تزال تبحث عن مرشح جديد لدعمه فى الانتخابات، وأن المرشحين الحاليين لم تحسم الجماعة قرارها بشأن دعمهم بعد. ونفى غزلان أن يكون للجماعة مرشح خفي، لكنه قال إن الجماعة خاطبت عددا من الشخصيات العامة التى تحظى بتأييد شعبي، إضافة إلى أن معايير الجماعة تنطبق عليهم، إلا أنهم فوجئوا برفضهم وعزوفهم. وشدد على أن جماعة الإخوان المسلمين لم تجد حتى اللحظة مرشحا كفؤا تنطبق عليه المعايير، وإذا استمرت الأمور بهذه الطريقة فقد تختار مرشحاً من الموجودين، لكنها لن تختار مرشحاً ينتمى للمؤسسة العسكرية. وحول أزمة تأييد بعض شباب الإخوان للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادى السابق بالجماعة، وصف غزلان القصة ب»الكبيرة أكثر من اللازم «.