أظهرت وثائق عثر عليها في المجمّع الذي كان يعيش فيه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن قبل مقتله، انه طلب من تنظيمه إنشاء خلايا في باكستانوأفغانستان لمهاجمة طائرة الرئيس الأميركي باراك أوباما والجنرال ديفيد بترايوس الذي كان يشغل رئاسة القيادة المركزية في الجيش الأميركي.وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الجمعة إن ابن لادن يشرح في إحدى الوثائق التي حصلت على نسخ منها، ان «السبب للتركيز عليهما هو أن أوباما هو رأس الكفر وقتله سينقل السلطة تلقائياً إلى نائبه جو بايدن الذي هو غير مستعد لمثل هذا الموقع وهو ما يقود الولاياتالمتحدة إلى أزمة».وأضاف «أما بالنسبة لبترايوس فهو رجل الساعة وقتله سيغير مسار الحرب» في أفغانستان.ويرأس بترايوس الآن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه». وقالت الصحيفة ان الوثائق رفعت عنها السرية وسيكشف عنها قريباً بالنص العربي الأصلي والترجمة.وأوضحت ان الرجل الذي أراد ابن لادن أن ينفذ هذه الهجمات هو «الإرهابي» الباكستاني الياس كشميري وكتب ابن لادن لمساعده الأول عطية عبدالرحمن «أرجوك اطلب من الأخ الياس كشميري أن يرسل لي يبلغني بالخطوات التي اتخذها في هذه المهمة».وكان كشميري قتل في غارة أميركية بعد شهر من مقتل ابن لادن. ونقلت الصحيفة عن محللين ان الوثائق تضمن أخطاء إملائية كثيرة مردّها على الأرجح إلى ان ابن لادن أملاها على زوجاته وان الرد من عناصر القاعدة وقيادييها كان يتأخر أشهراً، مشيرين إلى أن زعيم القاعدة كان يخشى كثيراً أن يكون غير ذي صلة. وكشفت وثيقة أخرى أن ابن لادن كان يرغب في تغيير اسم القاعدة لأنه في الأساس «قاعدة الجهاد» وأصبح الناس يختصرونه إلى «القاعدة» وهي كلمة لا تمثل التنظيم، مقترحاً 10 أسماء أخرى لا يمكن أن تختصر مثل «طائفة التوحيد والجهاد».وأبدى ابن لادن انزعاجه من عناصر القاعدة في العراق وفي مناطق أخرى لأنهم ارتكبوا «أخطاء» و»أساؤوا الحساب» حيث قتلوا الكثير من المسلمين حتى في المساجد وطلب من عبد الرحمن أن يحذر كل «أمير» أو قائد محلي» لتفادي «خسائر مدنية غير ضرورية» تؤذي التنظيم. وقال ان «ارتكاب مثل هذه الأخطاء مسألة ليست بسيطة»، معتبراً ان سفك دماء مسلمين هو انحراف عن طريق الجهاد.وكتب ان قادة التنظيم يجب أن «يعتذروا ويحاسبوا على ما حصل». وكذلك انتقد بن لادن عناصر التنظيم الذين يربطون عملياتهم بالمظالم المحلية بدلاً من القضية الكبرى للمسلمين وهي قضية فلسطين، وكتب في إحدى الوثائق «كان من الضروري مناقشة فلسطين أولاً».وأظهرت الوثائق ان ابن لادن كان يرى في اليمن الأرض الأكثر خصوبة لتأسيس دولة إسلامية ووصف هذا البلد بأنه «نقطة انطلاق» لمهاجمة دول اخرى.وأضاف ان الجماعة الإسلامية «خسرت جيلاً من الرجال» لأنها قاتلت بشراسة في سوريا في مطلع ثمانينيات القرن الماضي.