مرت خسارة النصر العاشرة في الدوري مرور الكرام رغم حدوثها قبل أقل من ساعتين لبدء برنامج "كورة" الذي يقدمه المتألق تركي العجمة، وهذا البرنامج تحديدا يهتم كل مساء بعرض تقارير عدة تجول بين فرق الدوري خلاف القضايا الأخرى، وما لفت نظري أن الفريق النصراوي ظل على مدى سنوات طويلة حاضرا بإخفاقاته في البرامج الرياضية الحوارية، ويتصدر عناوينها، سألت تركي أثناء فاصل قصير: "لِم مرت هزيمة النصر دو وقفة" فأجاب: "الناس يا عبدالله ملت!!". تبرير العجمة برأيي يمثل تحولا خطيرا نحو مرحلة جديدة قد تجعل من النصر رغم جماهيريته فريقا غير مستهدف لنقاش أحواله في الفضائيات، فالبرامج الرياضية وتركيزها على قضاياه؛ ما يستحق منها وما ليس جديرا بالاستحقاق هي التي جعلت "الأصفر" في الواجهة الإعلامية؛ على الرغم من أنه يعيش أسوأ نتائجه وأردى مستوياته ومنذ سنوات طويلة، أعضاء الشرف يتسابقون على الفضائيات قليل حديثهم دفاع الأبطال لكسب تعاطف الجماهير، وكثيره لا يتجاوز إشباع نهم الفلاشات وإثارة إشكاليات النادي الجماهيري في غنى عنها. أسقط فقراء نجران الذين لا يحظون بمقر مناسب وتقام مبارياتهم التي يستضيفونها على ملعب النادي الجار، ولم تلتفت لهم الشركات الراعية، وتتأخر مرتبات اللاعبين المحترفين ستة أشهر، وتجد إدارته صعوبة في سد نفقات الاحتياجات الأساسية أسقط نصر الملايين، نصر عشرات الملايين، التي امتلأت بها الخزينة النصراوية، وصرفت دون تخطيط، تعاقدات غير منظمة، وقرارات غير محبوكة، وعملات وسطاء بمئات الآلاف ليثبت بما لا يدع مجالا للشك اليوم أن عصب الحياة مع ما له من فوائد كبرى لنجاح أي عمل ليس كافيا لصناعة فريق كرة قدم قوي. أقام النصر معسكرا في الدوحة ومن سمع بأخباره كل يوم ونتائج المباريات الودية المميزة يعتقد أنه سيتحول إلى غول يلتهم المنافسين كبيرهم وصغيرهم؛ غير أن الواقع كشف خلاف ذلك، ليس أمام الاتحاد ولا الهلال بل ضد فريق نجران الفقير ماليا الغني فكرا وطموحا. الفكر الإداري هو من دمَّر الاستقرار في الأجهزة الفنية، المميز من المدربين لا تجدد عقودهم، وبدلاؤهم لا ينتقون بعناية، تغييرات عدة وفسخ عقود مكلفة، ولاعبون أربكهم تغير الوجوه. الفكر الإداري هو من قاد للإخفاق في اختيار الأجانب كل عام، حتى في السنة الواحدة لاعبو الصيف ليسوا لاعبي الشتاء، أما اختيارات المحليين فغالبها محبطة. الفكر الإداري هو من رفع سقف الطموح في الوقت غير المناسب وتوقع تحقيق بطولة كأس الأبطال دون معطيات مقنعة على أرض الوقع، وهم الذين يعلمون أن الجماهير همها الرئيس أن تشاهد فريقا ذا شخصية، يلعب بمنهجية، وثبات في التشكيل، وتختفي معه الأخطاء الفردية البدائية القاتلة وهو ما لم نره ليلة الجمعة. شكرا أغنياء نجران فكرا، فقد كشفتم فقراء النصر!!.