أعرف أن هذا الموضوع حساس وحرج، ولكن لا بد من الكتابة عنه ومواجهة الأمر الواقع، وقبل أن أدخل في صميم الموضوع، أريد أن أقول إن الأنظمة العسكرية في الخمسين عاما الماضية قد نفرت الناس من القومية العربية، بل والانتساب للعرب خاصة بعد هزيمة 67، وحين نستعرض الواقع العربي الآن نجد أن شمال السودان انفصل عن جنوبه، وأن دارفور تريد أن تنفصل هي الأخرى عن السودان، وهناك انفصال بين غزة والضفة الغربية، وفي ليبيا تطالب برقة بدولة مستقلة، وفي الجزائر لا يخفي الأمازيغيون أو البربر عن رغبتهم في الانفصال عن الجزائر، وإذا اتجهنا إلى الشرق نجد أن هناك انقساما فعليا في العراق، لن يلبث طويلا حتى يتحول إلى ثلاث دول، ولو استمرت الحرب الأهلية في سوريا فستتحول إلى ثلاث دول، حتى مصر مرشحة للتشرزم، فالأقباط يريدون كيانا مستقلا لهم، والنوبيون يريدون الاستقلال عن البلد الأم، وهذا ما تريده قبائل سيناء، والإخوان في بعض الدول الأخرى يساعدون على هذا التشرذم، فهم معروفون بعدائهم للقومية العربية.