يقول عبدالله الجفري في أولى صفحات الكتاب «كلما قرأت حلقة جديدة من (ذاكرة) أخي الأستاذ عبدالله عمر خياط في صحيفة «المدينةالمنورة» أشعر أنه يشعل الفتيل في أطراف ذاكرتي واسرج ركاب شجوني وأحياناً يكثف إضاءة (تجهر) ولم يكن مشوارنا «زمالة» في زهرة شبابنا بقدر ما كان لبنات وخطوات تركت آثاراً ورصفت دررباً.. ولقد كان وفياً لأهله في أم القرى حين تحدث عن رجالات الحجاز الذين وضعوا لبنات التميز الأولى في هذ الكيان الكبير. بتلك المقدمة قدم الدكتور خالد محمد باطرفي ما سجله وأعده من ذكريات عبدالله عمر خياط والتي تمثل لمحات من التاريخ الحديث، وقد بدأ الكتاب بمقدمة جعل عنوانها «الريشة تغلب الإبرة» ليتحدث عن عبدالله خياط وسيرته ومراحله الحياتية بعد ذلك بدأ برصد ذكريات الخياط حيث تحدث عن عبدالله عريف قيمة وقامة وعن حسين نظيف السكري الأديب، ومشواره مع الصحافة، وأبو تراب الظاهري شيخ المصححين، ومسيرته مع الوظيفة الحكومية، ومن ثم بداياته مع الصحافة واستقاء الأخبار من مجالس مكة مثل مجلس الشبكشي، والمنافس الأول له محمد صلاح الدين، وذكرياته مع محمد عمر توفيق، وأسر مكة وعاداتها وتقاليدها، وثقة الملك بأهل الحجاز، والسعودة المبكرة وفوانيس مكة وكهرباء الحرم، وعلماء الحرم، وحلقات الذكر، والسباعي والمعلمي، والسيل الذي دخل الحرم ومحمد سرور الصبان، وصيف مكة في الطائف وطارق عبدالحكيم، والمدينةالمنورة، وسماسرة الحج، وعسل مصر وكافيار إيران، وإنفاق الحجيج بين الأمس واليوم والمطوفون وتاريخهم، وصناعة كسوة الكعبة وعن الشيخ عبدالله آل الشيخ أول مشرف على الحرم المكي، وتولي السيد المالكي التدريس بالحرم، والشيخ الداغستاني الذي افتتحت الإذاعة بصوته قارئاً للقرآن، وأئمة الحرم، والاذان على السبعة منابر بالحرم، والقضاء والمحاكم، وسعيه للتعرف على خادم الحرمين الشريفين عندما كان وزيراً للداخلية وعلاقته بالأمير عبدالمحسن، وعلاقته بوزير الإعلام، ووزير الصحة آنذاك، وحواراته الصحفية ومواقف الملك فيصل من الصحافة، وعلاقاته مع الصحفيين والفنانين وقد ذيل الكتاب بمداخلات حول تلك الذكريات الكتاب يقع في 352 صفحة من القطع الكبير ويقدم رصداً لحقبة زمنية من تاريخ المنطقة الغربية.