حذر تقرير الأممالمتحدة عن تنمية الموارد المائية في العالم والصادر تحت عنوان "إدارة المياه في ظروف صعبة ومحفوفة بالمخاطر" من أن الزيادة على طلب المياه بمستوى لم يسبق له مثيل، تهدد جميع الأهداف الإنمائية الرئيسية .ويشير التقرير الى أن التكاثر في الطلب على الموارد الغذائية، والتوسع العمراني السريع وتغير المناخ تزيد من الضغوط على إمدادات المياه العالمية بشكل كبير ، ويطالب التقرير بإعادة النظر بشكل جذري في الطريقة التي تتم بها إدارة المياه . من جانبها أكدت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا في المنتدى العالمي للمياه في مرسيليا أن المياه العذبة لا تستخدم على نحو قابل للاستدامة، نظرا للاحتياجات وكثرة الطلب عليها ، وحذرت من أن المستقبل يزداد غموضا والمخاطر تزداد يوما بعد يوم . هذا وشدد رئيس لجنة الأممالمتحدة المعنية بالموارد المائية ميشيل جارو على أن التحديات والمخاطر والشكوك التي تسد الطريق أمام التنمية المستدامة وتحقيق أهداف الأممالمتحدة الإنمائية للألفية تتطلب ردا جماعيا من قبل المجتمع الدولي بأسره . ولم يخف التقرير أن عددا كبيرا من الناس في مناطق مختلفة من العالم باتوا يتمتعون بالحصول على مياه صالحة للشرب ، منوها إلى ان ما لا يقل عن 86 في المائة من سكان المناطق النامية سيتحصلون على مياه صالحة الشرب بحلول عام 2015 ، في الوقت ذاته بين أن ما يقارب مليار شخص لا يستطيعون الحصول على المياه الصالحة، وأضاف انه هناك اليوم أكثر من 80 في المئة من مياه الصرف الصحي في العالم باتت متروكة دون أن تجمع أو يعاد تكريرها. وفي نفس الوقت، يقدر التقرير أن هناك حاجة الى زيادة كمية الغذاء في العالم بنسبة 70 في المائة بحلول منتصف القرن، مع تزايد الطلب بالأخص على المنتجات الحيوانية ، ويضيف بان الزيادة الحادة في انتاج الطعام سوف تؤدي الى زيادة بنسبة 19 في المائة على الاقل من المياه اللازمة للزراعة، والتي تشكل بالفعل 70 في المائة من كمية المياه الصالحة للاستعمال ، ويحذر واضعو التقرير من أن هذه الأرقام من المحتمل أن تتصاعد حتى اذا لم تتحسن كفاءة القطاع الزراعي بشكل ملحوظ. وفيما يتعلق بمصادر المياه الجوفية ألمح التقرير إلى انها تستغل بشكل متصاعد لتلبية الطلب المتزايد ، فقد تضاعفت عملية استخراج المياه بثلاثة أضعاف على مدى السنوات الخمسين الاخيرة، لتتحول إلى "ثورة صامتة" ، ويضيف إلى ان الحاجات الزراعية المتزايدة قد تدفع البلدان إلى شراء أراض قابلة للزراعة في بلدان أخرى تمتلك أراضي خصبة، خاصة في أفريقيا ، ويشير إلى ارتفاع مستوى شراء الاراضي خارج الحدود الوطنية من 15-20 مليون هكتار عام 2009 إلى أكثر من 70 مليون هكتار اليوم. هذا ويأتي تقرير الأممالمتحدة عن تنمية الموارد المائية في العالم ثمرة عمل جماعي لوكالات الأممالمتحدة المعنية بالمياه وشركائها، قام بوضعه البرنامج العالمي لتقييم الموارد المائية. ميشيل جارو