عندما قرأت مقالا بالأمس عن المخترع السعودي عادل الحمادي الذي حصل على المركز الأول من بين 800 مخترع يمثلون 36 دولة وحصد الميدالية الذهبية في مسابقة معرض إيينا الدولي للاختراعات في ألمانيا سعدت كثيرا أنا وباقي زميلاتي وازداد فخرنا لأنه من منسوبي مختبر أمراض الدم في مستشفى الملك خالد الجامعي سابقا. ولكن ما إأن تذكرنا المعاناة التي عاناها حتى يستطيع إكمال دراسته وكيف قوبل طلبه بالرفض واضطر إلى الاستقالة من عمله والتخلي عن سنوات خدمته في هذا المستشفى لمواصلة دراسته على حسابه الخاص أحسسنا بخيبة الأمل. فكم خسر هذا المستشفى بفقدان الكثير من الكفاءات نتيجة رفض ادارة المختبرات تطوير وتحسين مستوى موظفيها العلمي والعملي ما اضطر البعض إلى ترك وظائفهم من اجل إكمال دراستهم. وها انا ذا أمام قرار صعب إما أن أتخلى عن عملي وأستقيل حتى أتمكن من إكمال دراستي للدكتوراه على حسابي الخاص وأخسر سنوات خبرتي أو أرضى بوضعي الحالي كفنية مختبر حاصلة على درجة الماجستير في الكيمياء بمعدل 4.5 من اصل 5 وأزاول عملي الذي لا يتطلب الحصول على أعلى من درجة الدبلوم. فقد حاولت وتقدمت بأكثر من طلب لإدارتي لإكمال دراسة الدكتوراه بعد حصولي على قبول من جامعة هيوستن بالولايات المتحدةالأمريكية، واجتزت المقابلة، لكن دون جدوى مع العلم أنني من منسوبات جامعة الملك سعود أكبر جامعة في المملكة وأكثرها اهتماما بابتعاث منسوبيها ومساعدتهم على كافة الأصعدة لنيل أعلى الدرجات ولكن في عملي تضيع الكفاءات ويقتل الطموح، فلا استجابة لأي موظف يحاول أن يطور نفسه، مع العلم بأن المستشفى مليء بالعمالة الأجنبية، وإذا لم نحسن مستوانا العلمي ونحصل على الدكتوراه وغيرها كيف يمكننا الاستغناء عن هذه العمالة ونقلل من البطالة في مجتمعنا؟ هل يراد لنا أن يبقى الموظف السعودي بلا خبرة ولا تعليم ولا كفاءة؟! قبل شهر فقط تم التعاقد مع موظفات جدد (فلبينيات) مع العلم بأن هناك المئات بل الآلاف من السعوديات اللاتي يستطعن القيام بهذا العمل. وعندما سألنا الادارة كان الجواب: بأننا نوظف الأجانب لأننا نبحث عن الجودة، لأن السعوديات كثيرات الغياب، ولا يعملن بكفاءة الأجنبيات (الفلبينيات). مع العلم باأن مديرتي سعودية الجنسية. فكيف هو شعوري عندما اسمع مثل هذا الكلام من إدارتي إنه تحطيم للنفس وصدمة للمشاعر عندما تعمل ولا أحد يقدر عملك.