كثير من الأندية تتمنى لو توافر لها ربع ما يصرف على فريق النصر صاحب المركز السادس في دوري "زين" السعودي، والذي سيجد صعوبة بالغة في تثبيت نفسه ضمن الفرق الثمانية المتأهلة لكأس خادم الحرمين للأبطال، وعشرات الملايين التي أهدرها النصر لم تكن سوى نتاج فكر ضعيف، واتخاذ قرارات إدارية غير محبوكة، فساهم سوء اختيار المدربين، ثم إلغاء عقودهم واستبدالهم بآخرين والحكم عليهم عبر نتائج سريعة في عدم استقرار اللاعب، فضلا عن الإرباك الشديد في التعامل مع اللاعب الأجنبي وعدم قدرة المسؤول عن الفريق على اختيار الأجنبي المؤثر، أسوة بالفرق الأخرى كالشباب والأهلي. لا يعاني النصر أبدا من أزمات مادية حقيقة، في حين غاب أعضاء الشرف عن الدعم قبل سنوات انبرى الرئيس فيصل بن تركي للقيام بكل الأدوار، وأعلن عدم حاجته لأي دعم، وحين جاء الوقت الذي قرر تقليص مصروفاته من جيبه الخاص ظهر داعمو النصر للقيام بواجباتهم. النصر من حيث توافر السيولة المادية لا يعاني أبدا؛ القضية فقط تتمثل في القرار ومن يتخذه، ها هو فريق الناشئين يتصدر بطولة الدوري الممتاز، مستفيدا من الحالة الإيجابية التي تعيشها القاعدة "الصفراء" إذ تتلقى دعما جماهيريا كبيرا، ولا يتوقف أعضاء الشرف عن الاهتمام بها، الأعضاء يدعمون باستمرار، ويتكفلون بتسجيل المواهب، ويقدمون الحوافز المادية، والجماهير تقدر لهم ذلك، لم تعد الجماهير تنتظر من عضو الشرف التكفل فقط بلاعب أجنبي، أو جهاز فني لضمان بروزه الإعلامي وطبع اسمه في قلوب محبي النصر. لقد أثبت غياب نادي النصر الطويل عن البطولات نتيجة افتقاده للمواهب الوطنية، مع عدم قدرة إداراته المتلاحقة على تعزيز صفوفه باستقطاب الأبرز من الفرق الأخرى، والأجانب المؤثرين. إن الاهتمام بالقاعدة وحده من سيعيد للنصراويين نصرهم الغائب، أما الفريق الأول الذي عالج أخطاء فترة الصيف بقرارات منها المقنع ومنها ما يثير استفهامات فهو بحاجة للهدوء ومنح مسيريه فرصة من قبل جماهيره للعمل؛ بعيدا عن العاطفة التي هللت بتجديد التعاقد مع المدرب الكولمبي ماتورانا عامين إضافيين بعد فوز بمباراة؛ ثم طالبت بسرعة إقالته بعد خسارة أخرى، أما الكولمبي فعليه أن يترك مهاجمة لاعبيه في المؤتمرات الصحفية ويركز على العمل في التدريبات، بدلا من إيجاد مبررات لخسارة يتحمل الجميع فيها المسؤولية.