أوضح كاتب قصص الأطفال السويدي أولف ستارك بمحاضرته حول "هل يمكن للكلمات أن تزيل الجدران" بأن يطمح للتعاون معي كتاب عرب في المستقبل ولديه انطباع لبعض الكتب المكتوبة للأطفال بالعربية بأنها تميل للجانب التعليمي أكثر منها إطلاق لخيال الطفل وتنمية الجانب الفني قبل المباشرة التوجيهية .. مشيرا إلى أن الكتاب لايموت لأنه برغم وجود وسائل التقنية الحديثة إلا أنها تبدو كمشاهدة فيلم تلفزيوني أو سينما وهي مشاهد عابرة وسريعة بينما الكتاب الورقي يفتح حوارا للتأمل والتفكير والخيال وسيظل له مكانته رغم التقنية. وأكد على أن الكتابة للأطفال عمل جدي ومرهق ويجب الاهتمام به فهو يستحق الاهتمام أكثر من الكتابة للأطفال ولايعتبر بالعمل السهل كما يتصوره الكثيرون.. أما عن زيارته لفلسطين وكتابته لقصه "الولدين والجدار" فقال بأنه لايحب الكتابة للأطفال بشكل جدي وقاطع كما أن القصة ليست سياسية حتى يصور الوضع بفلسطين المحتلة، فقصته كانت تجربة صورها كتجربة إنسانية بحتة وأضاف بأنه لم يجد أي مشاكل أو صعوبات حقيقية أو آراء سلبية تجاه القصة من الجانب الإسرائيلي.. وذكر أن القصة قرأت من قبل الكثير من الأطفال الفلسطينين والسويدين وترجمت ل 34 لغة وهذا دليل على أن الكلمات لها أجنحة ويمكن أن تسافر عبر الجدران . وبين ستارك أن بداخل كل شخص منا طفل صغير داخله ينتظر الفرصة ليعبر عن نفسه ، وقال بأن كتابته للأطفال لاتعني أنه يعاني من مشاكل بطفولته بالعكس الكتابة للطفل تشعرك بالمعاناة من خلال تطرقك لموضوعات مؤلمة ، كظاهرة الطلاق التي يتألم منها الطفل ولايستطيع التعبير عنها بالشكل المرضي.. وكان أولف ستارك قد تطرق خلال محاضرته للعديد من القصص التي عاشها بطفولته ومنها حكايته مع الأمير طلال بن عبدالعزيز الذي كان تربطه بوالده مهمة عمل وقدم لهم الدعوة لزيارة المملكة ولكنها لم تتاح له الفرصة إلا وهو في هذا السن . وأشار ستارك بأن تجربته تشمل فكرته حول الكلمات ودورها في إزالة الجدران بمعناها الحرفي والرمزي ، واللمحة الإنسانية للقصص تجعل من الخيال بديلا للواقع ومواجهة القسوة ، وهذا يدل على أن كتابة كبير السن لقصص الأطفال هو جدار تفرضه الاعتيادية والتكرار ، وتفرضه رؤية الكاتب للواقع فتنتزع منه التفاصيل ويحلق به الطفل الداخلي ليكتب بعين الطفل وبفضوله ويرى الأشياء ببراءة الأطفال وبلحظات الماضي الجميل.. مختتما محاضرته خلال الندوة الأولى مساء يوم أمس بقوله إن الكاتب يرى في احدى شخصياته جزءا من نفسه ، ويحيل الأجنحة لحلم يحلق مهما كانت الجدران والعوائق والمحيطات.