كثيرة هي قصص الكفاح والنجاح المحيطة بنا ، والاكثر منها هي الوصفات التي نسمع بها من هنا وهناك ، وبين كل تلك "الخلطات السرية" يبقى تشجيع الاهل والبيئة المحيطة بالناجح هي احد أهم عوامل النجاح والتقدم. أبرار البابطين ونورا زمزمي شابتان سعوديتان كتبتا قصة تميزهما التي تضاف إلى سجل نجاح بنات المملكة في مختلف ميادين العمل يعترفان أن من اهم اسباب نجاحهما تشجيع العائلة والبيئة الصحية اللتين كانتا تحاطان بهما سواء في المنزل والمدرسة فالجامعة. أبرار التي مثلت المملكة في مسابقة دبي للخطابة باللغة الإنجليزية وحصلت على المركز الأول من بين أكثر من 50 جامعة مشاركة من دول الخليج ، شابة سعودية في ربيعها الثاني والعشرين من العمر تخرجت في جامعة اليمامة بمرتبة الشرف بتخصص إدارة نظم المعلومات ، كانت خلال فترة دراستها نائبة رئيس المجلس الطلابي الأول ، مثلت الشابة المملكة في العديد من المناسبات والمحافل التي تدعم الشباب مع المجلس الثقافي البريطاني ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ، كما التحقت بالعديد من البرامج الأكاديمية في دبي و كندا خلال دراستها الجامعية ، تحلم البابطين بأن تصبح ناشطة في مجال تنمية المرأة محليا وعالميا وسفيرة في العلاقات العامة الدولية. وعن سر تميزها ونجاحها تؤكد أن أسرتها وعلى رأسهم والدها ووالدتها اللذان كان لهما الفضل بعد الله في الدعم المتواصل لها وتشجيعها للوصول لأعلى المناصب. وتقول ابرار " .. لقد كانت للدورات التي حصلت عليها تأثير كبير في إظهار قدراتي فقد تعودت على المشاركة في العمل اللامنهجي والتطوير الذاتي في الجامعة وكانت هذه الأنشطة نقطة البداية التي جعلتني اتجه نحو الأنشطة والمحافل الخارجية ، فلقد اكتشفت أن هذه المشاركات تضيف الكثير إلى رصيدي وتكسبني خبرات متعددة اجنيها من تعاملي مع أفراد من خارج نطاق الجامعة من سفراء ورواد أعمال وناشطين عالميين نتيجة احتكاكي بالعالم الخارجي ما أدى إلى توسيع مداركي والتواصل مع الآخرين وتوسيع شبكة التواصل مع الناس داخل المملكة وعالميا للاستفادة من خبراتهم لتطوير ذاتي". وحول أهمية دور المرأة في المجتمع تضيف البابطين " في كثير من البلدان المتقدمة يعد دور المرأة ركيزة أساسية من ركائز الاستقرار الاجتماعي واستمرار التنمية والنهضة والاقتصاد، هذه الدول لديها كم كبير من المؤسسات والمنظمات الأهلية التي أنشئت لدعم وتفعيل دور المرأة وجعلها من المحركات الأساسية لاقتصاد البلدان ، والكثير من هذه المنظمات تتخطى في أحيان كثيرة حدود الدول أو المجتمعات التي انطلقت أساسا من أرضها ومن هذا المنطلق أشجع جميع الفتيات السعوديات أن ينضممن إلى هذه المنظمات الداعمة لاكتشاف المهارات وتطويرها ، و أنصح كل فتاة بانتهاز جميع الفرص مهما كان حجمها أو أهميتها فقد تفتح لها أبواب أخرى وآفاق أكبر ، فلهذا البلد وللقيادة الملكية السامية دور كبير في نهوضنا وقد هيأت لنا العديد من الفرص فيجب على كل فتاة انتهاز هذه الفرص للمساعدة في تطويره والنهوض به. نورا زمزمي وعلى الجانب الآخر ، نورا زمزمي ، تخصصت في إدارة نظم المعلومات وتعمل حاليا أخصائية شؤون خارجية في إحدى الشركات الكبرى ، كانت إحدى الطالبات المحظوظات اللاتي أعطت لهن الجامعة فرصة الدراسة في احدى أفضل الجامعات في كندا "جامعة بريتيش كولومبيا- كلية سودر لإدارة الأعمال" ، وتؤكد نورا أن اسرتها كان لها الفضل الكبير بعد الله في تشجيعها وحثها على التقدم وانتهاز جميع الفرص المتاحة و عدم التوقف بل الإصرار و المثابرة للحصول على كل ما قد يساعد في بناء مستقبل أفضل ، وتشدد على ان والدتها كانت الداعم الأكبر الذي أعطاها القوة لتصبح على ما هي عليه اليوم. وتنصح نورا الفتيات في انتهاز كل فرصة تمر عليهن للتسويق لأنفسهن وتوضح " ... حتى لو لم تكن الفرصة كبيرة يجب أن تنتهزها الفتيات لأن الفرص لا تأتي كل يوم، ولأن الإنسان هو الذي يساعد في صنع الفرص المختلفة فلا يهم إن لم تكن الفرصة بالشيء الكبير لأن الفتاة هي التي تستطيع أن تجعل منها أثرا فعالا وأن تبني اسمها و مستقبلها فيها .. أيضا لدينا الكثير من الفتيات اللاتي يمتلكن الكثير من المواهب و المهارات المختلفة و منهن من يملك شهادات ودورات في كثير من المجالات ولكنها تشتكي من عدم توفر الفرص على الرغم من كثرتها، واعتقد أن السبب الرئيسي يكمن في عدم قدرة الفتاة على التسويق لنفسها حتى يستطيع أحد أن يكتشف هذه القدرات المهولة التي تحملها، أنصح كل من تعاني من هذه المشكلة أن تذهب للدورات التي تعطي الطرق السهلة للتسويق لنفسها، بإمكانها أيضا قراءة الكتب المتوفرة بكثرة والتي تعنى بهذا الموضوع ، ومحاولة المشاركة في ورش عمل و مؤتمرات مختلفة للتعرف على الآخرين وجعلهم يتذكرونها عند وجود أي فرصة متوفرة يمكن لهذه الفتاة أن تبرز فيها.