حقيقة لا أدري كيف تسقط منتخباتنا بكافة الفئات السنية ولدينا اقوى دوري عربي كما يقول أغلب اعلامنا الرياضي الواعي جدا؟، العالم من حولنا يتسارع ويتغير لحظة بلحظة في علوم الرياضة وبالأخص كرة القدم ونحن كنا ولا نزال ندندن على ألحان وإيقاعات الماضي التي اسمها (ضياع هيبة) المنتخب السعودي وكأنه سبق وأن حقق نصرا عالميا على المانيا بالثمانية وليس العكس، ولم يفرط في كم كبير من البطولات الخليجية او الآسيوية، وكأننا لم نسمع بتصنيف (الفيفا) لمنتخبنا وليتهم ناقشوا كيف تطور العالم من حولنا وبقينا نحن على الدندنة ذاتها؟ هل المنهجية الكروية الحديثة مطبقة لدينا ام لا؟ كالمدارس والاكاديميات الكروية التي لدينا وكم عددها؟ وكم محترف لدينا بالخارج وهل نجح الاحتراف الداخلي لدينا في تقوية اللاعب السعودي ورفع مستواه؟ ولِمَ نسقط عند اول تجربة حقيقية امام منتخبات هي الأقل عراقة في عالم كرة القدم ؟ اين خصصة الاندية؟ ماحجم الاهتمام بالفئات السنية وعلى اي المدارس الكروية ينهجون ومامدى التهيئة النفسية وايقاظ المارد الكسول المسمى الولاء لشعار الوطن وأن الوطن فوق كل اعتبار، اي فوق الميول والشخصنة ؟ ولو كان للفشل لقتلناه هو وبكل البرامج والخطط والفلسفة التقليدية التي يستند عليها، ولكن كونه لا اب له فسيستمر هذا الحال وهذا المنوال دون حساب او عقاب. لقد زادت قناعاتنا اكثر من اي وقت مضى أن البهرجة العلنية او المستورة ايا كانت صبغتها ماهي سوى سلوك تقليدي خفاشي إن جاز التعبير، وسرعان ما تسقط في الضوء وتسقط معها كل الميول والاتجاهات المتخبطة. ان اكثر ما كان يزعج العقلاء اولى الاصوات المنادية بإصلاح الحاضر الرياضي لدينا هو رؤيتهم للتسارع المخيف نحو السقوط، وكان الاكثر إزعاجا لهم هو كثرة التهليل والتصفيق له وهذه النتائج المرة إن هي الا مفرزة لعديد من السلوكيات التي تئن بها الروزنامة الرياضية بوطننا الغالي. نحن الآن في حاجة لبناء شخصية جديدة للرياضة السعودية في بلادنا وان نعتمد في ذلك على المعايير والاسس التي بنت بها الامم المتقدمة فنيات عالمها الرياضي وبمنظومة سلوكية وثقافية رياضية حديثة ومتكاملة ولنا في كوريا واليابان مثلا وعبرة يا اولي العقول الكروية الفذة .