لم يتمالك ذلك المواطن مشاعره وهو يتحدث لنا عن معاناته مع كفيله.. فأنهمر باكياً بحرقة!! وهو يقول: انصفوني فقد تعبت جداً. أحسست بالألم والأسى يعتصران قلبي.. فلا يمكن أن تتناثر دموعه بهذا الشكل لو لم تكن معاناته موجعة ومتعبة له. قال المقيم السوداني «ي. ص. ع»: منذ ثماني سنوات لم استطع رؤية أسرتي وأولادي الذين تركتهم في بدايات المرحلة الابتدائية واصبحوا الآن على وشك التخرج من الثانوية. وأضاف: بدأت معاناتي مع كفيلي عندما طالبت كفيلي بأجر مقابل إجازاتي السنوية التي حرمني منها.. ولكنه رفض وبدأ يماطلني ويضيق عليَّ.. وقد حرمني خلال خمس سنوات من الحصول على أي إجازة للسفر إلى بلدي ورؤية أسرتي دون وجه حق في 1423ه.. ورفض إعطائي أي قرش من مستحقاتي على مؤسسته «تحتفظ الجريدة باسم المؤسسة واسم الكفيل».. وشعرت بظلم شديد لأن ذلك الإنسان استغلني فترة خمس سنوات بأجر زهيد حيث كنت اعمل فني ميكانيكي.. وبعد كل هذه السنوات يريد أن يحرمني من حقوقي على المؤسسة التي يضمنها الشرع والأنظمة المتبعة في المؤسسات الخاصة.. وعندما لم أجد منه أي اهتمام أو استعداد لإعطائي حقوقي رفعت أمري بعد الله إلى الجهات المعنية في مكتب العمل.. وبعد فترة من الزمن اصدرت اللجنة الابتدائية لتسوية الخلافات العمالية بمنطقة مكةالمكرمة قراراً برقم 223 في 21/4/1424ه يلزم كفيلي بدفع مبلغ «16,461» ريالاً المتعلقة بمستحقاتي عليه. ولكن الكفيل بدل أن يذعن للحق ويسلمني حقوقي أخذ يماطل بكل الوسائل، ويقدم إدعاءات ضدي ليس لها أساس من الصحة في محاولة منه لأكل حقوقي.. ومنها الإدعاء بأنني كنت أسرقه ولكن المحكمة الشرعية اصدرت حكماً يبرئني من هذا الاتهام الباطل.. والذي اراد به كفيلي أن يجد أي وسيلة يستطيع من خلالها أن يتهرب من دفع مستحقاتي. بعد ذلك استأنف قرار اللجنة الابتدائية الذي صدر من مكتب العمل بمكةالمكرمة أمام اللجنة العليا بالرياض.. وكل ذلك حتى يجعلني اصاب باليأس واترك حقوقي.. وبعد جلسات صدر قرار بإثبات مستحقاتي من اللجنة العليا من وكالة وزارة العمل للشؤون العمالية.. وقد وصل هذا القرار إلى مكتب العمل بجدة.. وأتمنى أن يقوم المكتب بمساعدتي في الحصول على مستحقاتي واجوري عند ذلك الكفيل الذي يحاول أكلها بغير وجه حق وبالكذب والمماطلة. ويضيف المواطن السوداني: لقد مضت ثلاث سنوات حتى الآن منذ فصلي من عملي.. وأنا اطالب بحقي ولكنني لم اصل حتى الآن إلى نتيجة. وقال: لا شك أن هذا الكفيل لا يعكس أخلاق ومروءة أهل هذا البلد الطيب، وهو حالة شاذة ونشاز يشوه صورة هذا البلد الكريم، وأهله الكرام.. وما ارجوه أن أجد من ينصفني.. وأن تتخذ الجهات المعنية قراراً حازماً يلزم كفيلي بدفع حقوقي حتى استطيع أن اعود إلى أهلي.. فمنذ ثلاث سنوات وأنا عاطل عن العمل، وأعيش على مساعدات بعض أهل الخير.. بينما كفيلي تمارس مؤسسته عملها دون توقف.. وثقتي كبيرة في عدالة الجهات المعنية التي تابعت قضيتي.. وقدرتها على الزام كفيلي بإعطائي حقوقي التي اقرها مكتب العمل.