ما زالت صحيفة أم القرى مورداً عذباً للباحثين ومنبعاً خصباً لمن رام تاريخ المملكة السياسي والثقافي والاقتصادي، وهاهي تلهم الباحث التاريخي الأستاذ قاسم بن خلف الرويس بإصدار كتابه الجديد (البلاغات الرسمية المنشورة في جريدة أم القرى) والصادر مؤخراً عن دار جداول، وقد حوى هذا الكتاب البلاغات التي تتناول الفترة من عام 1343 إلى عام 1351ه وهي فترة تأسيس الدولة السعودية الحديثة واعداً المؤلف أن يدون الجزء الثاني من الكتاب للبلاغات التي تأتي من عام 1352 إلى عام 1373ه. يذكر الرويس في مقدمة كتابه أهمية البلاغات كمرجع تاريخي: أن ما اصطلح على وصفه (البلاغات الرسمية) في عهد الملك عبدالعزيز أو عهد البناء والتأسيس للمملكة هي جزء مهم من الوثائق العامة الموثقة التي ينبغي الاهتمام بها والمحافظة عليها، بل إنها تعتبر من الوثائق الدائمة الحفظ التي لا يجوز إتلاف أصولها لأنها تثبت تاريخ المملكة وتطورها السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي والإداري، وتؤرخ لوجود الأجهزة الحكومية وتطويرها الوظيفي والإداري مثل الأنظمة واللوائح والتعليمات. ثم يعرج المؤلف في كتابه إلى توضيح لمفهوم البلاغ في اللغة وتعريفه تاريخياً ووثائقياً، كما أوضح الهدف من نشر البلاغ وكيفية نشره ثم أبرز دور صحفية أم القرى ودورها في نشر البلاغات مع إبراز طريقة نشر هذه البلاغات وموضوعاتها المتنوعة كالبلاغات الأمنية والدبلوماسية والدينية والعسكرية والصحية وما يتعلق بالحج والقضاء والتعليم والاقتصاد.. ولقد ضم الكتاب (173) بلاغاً أصدرتها الدولة في كل شؤونها، كما لم يفت على المؤلف نشر بعض الصور الضوئية لأعداد قديمة من صحيفة أم القرى، إلى جانب ثبت للمراجع وفهارس للأعلام والأماكن والموضوعات.