صدر مؤخراً للزميل قاسم الرويس كتاب جديد بعنوان (البلاغات الرسمية المنشورة في جريدة أم القرى) الذي يؤكد عنايته بالدراسات التاريخية، وقد أشار في المقدمة إلى سبب قيامه بتأليف هذا الكتاب حيث إنه لاحظ من خلال البحث في وثائق المراكز العلمية في بلادنا ومن خلال قراءاته في المراجع التاريخية أن ما اصطلح على وصفه ب (البلاغات) أو (البلاغات الرسمية) في عهد البناء والتأسيس للدولة السعودية الحديثة هو جزء مهم من الوثائق العامة الموثقة التي ينبغي الاهتمام بها والمحافظة عليها لأنها تثبت تاريخ الدولة وتطورها. ثم اتضح له أن صحيفة أم القرى تشكل مخزناً تاريخياً ثرياً لهذه البلاغات فشمّر عن ساعد الجد، واضطلع بالعمل على هذا المشروع العلمي الوثائقي فنبش عن هذه البلاغات في أعداد صحيفة أم القرى، ومن ثم جمعها وقام بمراجعتها ودراستها وترتيبها وفهرستها خدمة للعلم والتاريخ، ومن ثم قام بتوزيع عمله على مرحلتين تاريخيتين الأولى تتناول الفترة من 1343 1351ه والثانية تشمل الفترة من 1352ه 1373ه في حين ضم هذا الكتاب بلاغات المرحلة الأولى. وقد وضع الرويس بين يدي المواد التاريخية الخصبة للبلاغات فصلاً مهماً تحدث فيه عن مفهوم البلاغ وتعريفه التاريخي الوثائقي، ليتناول مناقشة الهدف من نشر البلاغات وكيفية نشرها، ثم تحدث عن صحيفة أم القرى وأهميتها المرجعية في دراسة التاريخ السعودي، مشيراً إلى الأعمال التي صدرت حول صحيفة أم القرى، ليفصّل بعد ذلك طريقة نشرها للبلاغات، ودور (قلم المطبوعات) وتاريخه في ذلك الشأن، تطرق بعد ذلك إلى الدراسات السابقة، وحدود البحث، ثم توسع في تسجيل أهمية البلاغات العلمية والتاريخية ومنها كون هذه البلاغات مرجعا موثوقا يمكن الاعتماد عليه في التأريخ لبعض الأحداث التاريخية، وخاصة المعارك الحربية حيث تذكر تفاصيل دقيقة في وصف القوات ونتائج الوقعات. كما أن هذه البلاغات توثق تنظيمات الدولة لتأسيس نظامها الإداري والسياسي والاقتصادي، ويستمر المؤلف في تسجيل أهمية البلاغات التي تعكس انطباعاً يؤكد أن جمعها بين دفتي الكتاب عمل في غاية الفائدة والأهمية للباحثين في التاريخ السعودي؛ بعد ذلك انتقل المؤلف إلى الحديث عن أعداد البلاغات وأنواعها وتوزيعها، وموضوعات البلاغات، ليختم هذا الفصل بتفصيل حول منهجه في جمع البلاغات والعمل عليها ويظهر أنه منهج علمي رصين يتحرى الوضوح والدقة والتثبت والتوثيق. وقد جاءت نصوص البلاغات بعد ذلك مقسمة على تسعة أقسام حسب السنوات الهجرية بمجموع 173 بلاغاً، والكتاب الصادر عن دار جداول في بيروت استغرق 342 صفحة مع الملاحق والفهارس؛ وهذا الكتاب بذل فيه المؤلف جهده واهتمامه وسيشكل مرجعاً تاريخياً مهماً.