تتأهب الخطوط السعودية لاستلام الدفعة الأولى من طائراتها الجديدة التي أبرمت صفقة شرائها خلال شهر أبريل الماضي مع شركة امبراير لصناعة الطائرات، والتي ستسلم «السعودية» بموجبها 15 طائرة جديدة من طراز امبراير 170. وأكدت «السعودية» أن وصول أول طائرتين من الصفقة سيتم خلال شهر ديسمبر المقبل، فيما ستصل طائرتان في شهر يناير من العام المقبل، وأن اكتمال استلام الطائرات سيتم خلال 17 شهراً من تاريخ توقيع عقد الصفقة. وتأتي صفقة «السعودية» في ظل الطلب المتزايد على خدمات الطائرات الصغيرة والمتوسطة الحجم في المحطات الداخلية والإقليمية للخطوط السعودية، وكذلك في ظل الارتفاع المتوقع في أعداد المسافرين خلال المرحلة المقبلة. وتتوقع «السعودية» أن يتجاوز عدد المسافرين على رحلاتها خلال العام الجاري 16 مليون مسافر، حيث شهدت أعداد المسافرين نمواً متواصلاً خلال الخمسة أعوام الماضية، فقد بلغ عدد المسافرين في عام 2000م نحو 13 مليون مسافر، وفي عامي 2002 و2003م بلغ عدد المسافرين في كل عام نحو 14 مليون مسافر. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام رئيس مجلس إدارة الخطوط السعودية - حفظه الله - قد رعى مناسبة توقيع عقد شراء الطائرات الجديدة بين الخطوط السعودية وشركة امبراير لصناعة الطائرات، والتي أبرمها عن الخطوط السعودية الدكتور خالد عبدالله بن بكر مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية موريسيو بوتيلهو الرئيس التنفيذي لشركة امبراير لصناعة الطائرات والذي بموجبه تقوم السعودية بشراء 15 طائرة من الطائرات الإقليمية النفاثة لتشغيلها بين المحطات الداخلية والإقليمية على شبكة الخطوط السعودية. ولأول مرة منذ تأسيس الخطوط السعودية قبل ستين عاماً، تقوم المؤسسة بتمويل شراء طائراتها الجديدة كدليل قوي ومؤشر بالغ الأهمية على نجاح خططها الاستراتيجية وكفاءة عملياتها التشغيلية ودراساتها التسويقية وما اتخذته من إجراءات منهجية وما طبقته من برامج متوازنة أثمرت في زيادة إيراداتها بشكل غير مسبوق وبتحقيق الربحية التشغيلية لأول مرة في تاريخها الأمر الذي مكنها من تحقيق التمويل الذاتي لشراء الطائرات الجديدة لتحقيق نقلة نوعية كبيرة في خدماتها على القطاع الداخلي ورفع كفاءة خطط التشغيل بين مختلف المحطات الداخلية والإقليمية. وأكد البكر على تحقيق «السعودية» أرقاماً قياسية في الإيرادات تجاوزت 13 بليون ريال في عام 2003م ثم ارتفعت إلى 14 بليون ريال في عام 2004م، كأعلى معدل للإيرادات في تاريخ الخطوط السعودية مع تطبيق خطة علمية لترشيد الانفاق دون التأثير على الأداء التشغيلي أو مستوى الخدمة. وأوضح أن كل هذه الإنجازات وغيرها ساهمت في تحسين الوضع المالي للمؤسسة وتحقيق الربحية التشغيلية لأول مرة في تاريخ المؤسسة بداية من عام 2002م بمبلغ 117 مليون ريال تضاعفت خلال عام 2003م إلى 253 مليون ريال وارتفعت إلى 440 مليون ريال في عام 2004م مع مؤشرات قوية بتواصل الربحية للأعوام القادمة بإذن الله. وقد أدت هذه المعدلات المتميزة في الأداء والإنجاز إلى تحسين الصورة الاقتصادية للخطوط السعودية في المجتمع الاقتصادي داخلياً ودولياً مما مكنها من التمويل الذاتي لشراء أسطول جديد مكون من خمس عشرة طائرة من أحدث الطائرات في العالم لاستخدامها في الارتقاء بمستوى خدماتها بين المحطات الداخلية والإقليمية. وبيّن أن امبراير من الشركات العالمية الرائدة في صناعة الطائرات الإقليمية النفاثة لكافة الاستخدامات، كما أن هناك إقبالاً عالمياً متزايداً على شراء هذه الطائرات وصل إلى (787) طائرة كطلبات مؤكدة واختيارية من مختلف شركات الطيران العالمية من بينها الخطوط الكندية والسويسرية والإيطالية وشركة يونايتد ايرلاينز ويواس اير الأمريكيتين فضلاً عن قيام شركات عالمية بالمساهمة مع شركة امبراير في صناعة هذه الطائرة من بينها ثلاث شركات أمريكية هي جنرال اليكتريك وسان جوبان وهاملتون سنستراند، بالإضافة إلى شركة كواساكي اليابانية وسوناكا البلجيكية، وقاميسا الاسبانية، ولاتكوا الفرنسية وغيرها من الشركات مما يجعل هذه الطائرة نتاجاً لخبرات عالمية كبيرة في هذا المجال. وأن شركة امبراير قدمت ضمانات ما بعد البيع فيما يتعلق بالطائرات والأجهزة والمعدات المساندة بما يفوق مثيلاتها من الشركات الأخرى. وحول مواصفات الطائرة الجديدة أوضح البكر بأن الطائرة مزودة بمحركات من شركة جنرال الكتريك الأمريكية وهي من أكثر المحركات استخداماً في جميع أنحاء العالم كما تم تصميم الطائرة بما يخدم الأهداف التشغيلية للمؤسسة حيث تحتوي على 6 مقاعد للدرجة الأولى و60 مقعداً بدرجة الضيافة وتتميز المقصورة برحابة الممرات وسعة المقاعد وارتفاع السقف إلى مترين ويتم تجهيز الطائرة بين رحلة وأخرى في مدة زمنية لا تتجاوز 14 دقيقة لوجود بابين للركاب وبابين للخدمة. نقل التكنولوجيا العالمية إلى المملكة وأكد حرص إدارة المؤسسة على أن يشتمل هذا العقد على نقل التكنولوجيا المتقدمة إلى المملكة وتقديم خدمات التدريب للمتخصصين في الشؤون الفنية لصيانة الطائرات المشتراة وجميع أنواع الطائرات التي تنتجها الشركة وبذلك يصبح لدى السعودية أول مركز في الشرق الأوسط لصيانة هذه الطائرات كما حرصت السعودية على أن يتضمن العقد أيضاً حصول السعودية على جهاز تشبيهي للطيران لهذا النوع من الطائرات لتدريب الطيارين مما سيدعم إمكانات أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران ويعزز من مكانتها العالمية. ويتواصل التطوير وبانضمام الطائرات الجديدة لاسطول الخطوط الجوية العربية السعودية، تبدأ المؤسسة مرحلة جديدة من تطورها الذي بدأ بتطوير الخدمات وشبكة الرحلات وزيادة الإيرادات وتحقيق الربحية التشغيلية لأول مرة في تاريخها ذلك لأن صناعة النقل الجوي ستظل دائماً تحمل الجديد في كل يوم وتتسع لكل الأفكار والتجارب بينما تتنافس شركات الطيران في كسب العملاء والاحتفاظ بهم كطريق أوحد للبقاء والاستمرار وسط العواصف التي تعترض هذه الصناعة. وبنجاح الخطوط السعودية في تخطي الصعاب التي تكتنف صناعة النقل الجوي وتحويل السلبيات إلى إيجابية وإنجازات هي الأكبر في تاريخها، فإن المستقبل يبشر بمزيد من النجاح.