يبدو ان آلة القتل السورية النظامية استدارت نحو درعا بعد فراغها جزئياً من حمص ، وان كانت العمليات العسكرية لازالت مستمرة هناك رغم انسحاب عناصر (الجيش الحر) ، ولكن يبدو ان النظام السوري يريد ان يجعل من حمص عبرة كما فعل بحماة في ثمانينات القرن الماضي . وعوداً الى درعا قال سكان إن انفجارا قتل سبعة وأصاب آخرين امس فيما تصفه الحكومة السورية بهجوم انتحاري بسيارة ملغومة. وقال سعيد الجوابرة وهو أحد سكان درعا "قتل سبعة أشخاص على الأقل وأصيب ثمانية كانوا بالقرب من السيارة عندما انفجرت." وذكر سكان أن سيارة كيا بيضاء اللون انفجرت في موقف للسيارات قرب نقطة تفتيش عسكرية في حي الروضة بالبلدة ما أدى إلى تهشم النوافذ في المنطقة وتسبب في حفرة كبيرة. الجيش السوري اقتحم قرية قرب الحدود التركية وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء "فجر إرهابي انتحاري بسيارة يقودها في منطقة درعا البلد دوار المصري ما أدى إلى استشهاد اثنين من المواطنين وإصابة عشرين من المدنيين." ونفى نشطاء من المعارضة أن يكون الهجوم انتحاريا ولكن لم يقدموا تفسيرا له. وقال محمود مسالمة أحد سكان درعا "هز الانفجار البلدة بأكملها وهرعت عربات الاسعاف بعد وقت قصير. سمعنا دوي اطلاق نيران عنيف فيما بعد." ولم يتسن التأكد بشكل مستقل من التقارير في الوقت الذي تقيد فيه الحكومة السورية دخول الصحافيين البلاد. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا إن مقاتلين مناهضين للأسد قتلوا في وقت سابق اليوم ستة جنود وأصابوا تسعة في بلدة الحراك جنوبي درعا. وتحدث سكان ونشطاء في المنطقة عن اشتباكات بين منشقين عن الجيش ووحدات أمن سورية في الحراك. ويقولون إن تعزيزات أمنية أرسلت إلى البلدة هذا الصباح في أول اجتياح أمني كبير منذ حملة مشابهة في ديسمبر/ كانون الأول. وقال أحد النشطاء "تتمركز 100 حافلة أمنية على الأقل الآن قرب مستشفى عند المدخل الغربي للبلدة. "قصفت دبابات منزلا يشتبه أنه مخبأ للمسلحين." وشهدت سوريا سلسلة من التفجيرات الانتحارية كان آخرها في حلب (شمال) يوم 11 شباط/فبراير حيث قتل 28 شخصا على الاقل واصيب 235 آخرون بجروح في انفجارين قويين بسيارتين مفخختين. من جانبه أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل ستة جنود من القوات النظامية وإصابة تسعة آخرين في كمين مسلح لمجموعة منشقة في محافظة درعا. وقال بيان للمرصد :"قتل ستة جنود من القوات النظامية السورية على الأقل وجرح تسعة آخرون نقلتهم سيارات الإسعاف إلى مستشفى مدينة الحراك وذلك إثر استهداف ناقلات جند مدرعة وحافلات عسكرية وأمنية اقتحمت مدينة الحراك في محافظة درعا صباح السبت واشتبكت مع مجموعات منشقة". وحسب البيان :"قتل مواطنان اثنان على الأقل وأصيب عدد آخر بجراح إثر انفجار وقع عند دوار الكازية في مدينة درعا". في حمص قالت الشبكة السورية لحقوق الانسان المعارضة إن جنودا موالين للرئيس السوري بشار الأسد قصفوا حي جوبر السكني امس حيث احتمى آلاف المدنيين من منطقة هاجمها الجيش. وأضافت في بيان أنه في تصرف ثأري أطلقت قوات الأسد قذائف مورتر ونيران أسلحة آلية عيار 500 مليمتر منذ صباح السبت على جوبر مشيرة إلى أنه لم ترد تقارير فورية عن سقوط ضحايا بسبب صعوبة الاتصالات. وجوبر منطقة متاخمة لحي بابا عمرو في حمص الذي انسحب منه أفراد الجيش السوري الحر الأسبوع الماضي بعد نحو شهر من القصف المستمر من جانب قوات الأسد. ويتحدث نشطاء عن حالات اعدام جماعي نفذتها قوات الاسد التي دخلت فيما بعد المنطقة. وتحدث نشطاء محليون في حمص أيضا عن اطلاق عنيف لنيران أسلحة آلية من متاريس خاصة بالجيش في حي الخالدية وحي القصور. ميدانياً ايضاً اقتحم الجيش السوري صباح السبت قرية عين البيضا التي شهدت حركة معارضة بالقرب من الحدود التركية، كما افادت وكالة انباء الاناضول التركية. وقالت الوكالة نقلا عن شهود ان نحو الفي جندي و15 دبابة شاركت في العملية التي انتهت بالسيطرة على القرية على بعد بضعة كيلومترات من تركيا. وقالت الوكالة نقلا عن مصادرها ان الجيش السوري دخل الى القرية واشعل النار في بعض منازلها. ونقل معارضون اصيبوا في المواجهات الى تركيا للعلاج. واكد سكان من قرية غوفيجي التركية على الحدود في محافظة هتاي (جنوب تركيا) عبر الهاتف انهم سمعوا عند الفجر اصوات اطلاق نار من الرشاشات والمدفعية. ولجأ نحو 7500 سوري الى تركيا منذ بداية حركة الاحتجاجات في سوريا في اذار/مارس 2011 وهم يقيمون في مخيمات في هتاي حيث يتمركز كذلك عناصر من الجيش السوري الحر انشقوا عن الجيش النظامي. وفترت العلاقات بين تركيا وسوريا بسبب اعتراضها على عمليات قمع الاحتجاجات التي خلفت اكثر من 7500 قتيل حسب الاممالمتحدة.