تضاربت الانباء حول لقاء روسي خليجي هذا الاسبوع (يعقد أو لا يعقد)، وهو لقاء لو تم سيكون لقاء بين طرفي المعادلة الرئيسيين في الوضع في سوريا ، وسيكون اجتماعا يساوي إن لم يتعد بالأهمية اجتماع مجلس الأمن الذي شهد الفيتو المزدوج "الروسي الصيني" .. الجانب الروسي في الأزمة السورية هو الركن المتين الذي يستند عليه النظام البعثي في دمشق ، والدول الخليجية وفي مقدمتها المملكة هي القوة الدولية الوحيدة التي يستند عليها الشعب السوري ، أي أن الاجتماع المرتقب سيكون بين رهانات النظام ورهانات الشعب ، لم تشهد العلاقات الروسية الخليجية اختبارا بهذا الحجم من شد الأعصاب وتضارب المواقف منذ سقوط الاتحاد السوفيتي 1990 مثل هذا الاختبار ، دول الخليج تريد نهاية أزمة الشعب السوري ، وروسيا تريد بداية حوار مصالحة ومصالح تجاوزتها دماء أطفال سوريا و مسحت كل بيانات ودعوات الإصلاح الزائفة. روسيا وعلى لسان رئيس وزرائها لا تريد أن يتكرر السيناريو الليبي في دمشق ، وهذا تصريح يفهم سياسيا على أنه يجب أن تؤخذ مصالح روسيا بعين الاعتبار وعدم رضاها عن استفراد الناتو بقيادة العالم ، والتأكيد على أن الأمن الدولي لا يمكن تحقيقه إلا بمشاركة روسية ، والمراد بالمشاركة الروسية أو القصد منها هو ألا تفقد الشركات الروسية مواقعها التي تشكلت على مدى عقد في الأسواق الإقليمية وبخسارتها هذه الأسواق تفقد عقودا كبيرة جدا ويحتل مكانها وكلاء اقتصاد تلك الدول التي ساهمت في تغيير النظم في تلك الدول ، وكما هو واضح أن موسكو تريد أن تعالج فشلها أو خسارتها في ليبيا ، وهنا روسيا تتوجه بموقفها إلى واشنطن وحلف الناتو محذرة ومعترضة سمحنا لكم في ليبيا فاتركوا لنا دمشق موقف أعاد إلى الأذهان صراع الحرب الباردة بين واشنطنوموسكو ، حرب أقطاب وكل قطب وله مناطق نفوذه ، هذا المعطى التاريخي الذي تجدد مع موقف موسكو ورؤيتها للأحداث لم يخرج على أنه موقف ذهب باتجاه الماضي ولم يقرأ المستجدات جيدا هذه المستجدات التي جعلت القوى العظمى تبحث لها عن دور في شكل التغيير في المنطقة بعد ان كانت بعيدة عن مضمونه ، كما ان فعل التغيير "الربيع العربي" لم يحدد بنسب ثابتة إلى هذا اليوم المشاركة العربية هي الأعلى أم الأجنبية فإن ارتفعت النسبة الأجنبية في ليبيا فهي لم تكن كذلك باليمن حيث المبادرة الخليجية هي من رتب للتغيير مع الشعب اليمني ومازالت وهذه تغيرات لم تفهمها موسكو إلى الآن. منذ أن سحبت المملكة مراقبيها من سوريا وتلتها مباشرة شقيقاتها في الخليج ، أخذ مسار الأحداث يتجه نحو الشعب السوري ومطالبه المشروعة في التغيير ، ولم يكن للمملكة اتجاه تذهب نحوه إلا خلاص الشعب السوري ، ولم يثن عزمها الفيتو الروسي أو الصيني المساند له ، فقد تلا هذا الفيتو المخيب للآمال ، دعوة المملكة لتسليح الشعب السوري ليحقق مبتغاه بزوال عصابة القتل عن الحكم في دمشق ، فإن كان صانع القرار في موسكو فرحا بمطالبة تل أبيب لواشنطن للتباطؤ في عملية التغيير بسوريا لحسابات أمن إسرائيل فعليه أن يغير تجاه زيارته من الرياض إلى تل أبيب ، فالرياض لا تسمع إلا صوت الشعب السوري وإن أراد المبعوث الروسي أن يساوم بمصالحه على حساب الدم السوري فلم يجد أمامه إلا فيتو خليجي يفقده جميع مصالحه بالمنطقة.