اتهم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الغرب بتأجيج الأزمة في سوريا من خلال دعمه لمعارضتها، وأعلن أن لا خصوصية في علاقته مع الرئيس بشار الأسد. وابلغ بوتين صحيفة "التايمز" اليوم الجمعة أنه "يتعين على قوات الحكومة والمعارضة السورية الانسحاب من المدن لوضع حد لسفك الدماء، لكن رفض الدول الغربية توجيه هذا الطلب لمعارضي الرئيس الأسد شجعهم على مواصلة القتال". وتساءل رئيس الوزراء الروسي "هل يريدون من الأسد سحب قواته من المدن السورية لكي تدخلها المعارضة، وهل يمثل ذلك نهجاً متوازناً؟". ورفض بوتين التكهن بشأن فرص بقاء الرئيس الأسد في السلطة، قائلاً "إن الإصلاحات في سوريا كانت مطلوبة منذ فترة طويلة، ولكن لم يتضح ما إذا كانت الحكومة والمعارضة يمكن أن يتوصلا إلى توافق في الآراء بشأنها". وفيما أصرّ رئيس الوزراء الروسي على أن معارضة بلاده إصدار الأممالمتحدة قراراً يدين النظام السوري "ليس متجذراً في مصالحها الاقتصادية، بل نابعاً من رغبتها بالمساعدة لإنهاء أعمال القتال في سوريا"، دافع بوتين عن الفيتو الروسي الصيني المزدوج في مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي ضد قرار يدين حملة الأسد ضد الاحتجاجات. وقال إن موسكو أرادت من وراء ذلك "منع تكرار ما حدث في ليبيا.. ودفع أطراف النزاع في سوريا لإيجاد توافق في الآراء، والتوقف عن قتل بعضهم البعض". وأضاف بوتين "بدلاً من تشجيع أطراف النزاع في سوريا، من الضروري إجبارها على التفاوض وبدء الإجراءات والإصلاحات السياسية المطلوبة.. لأن الشعب السوري في النهاية هو من يقرر من يحكم بلاده". وأشار إلى أن روسيا "قلقة بشأن وضع حقوق الإنسان في حمص وغيرها من المدن السورية المحاصرة، وهناك حاجة للتأكد من توقف أطراف النزاع عن قتل بعضهم البعض". ودعا رئيس الوزراء الروسي إلى "وقف إطلاق النار في سوريا للسماح بإجراء مفاوضات بين الحكومة والمعارضة"، محذراً الغرب من "مضاعفات التورط في دعم المعارضة السورية".