لم يبق إلا ايام ويحل علينا موسم معرض الكتاب الدولي في الرياض، وهو المعرض الأكبر من حيث المبيع إذ لا يوجد من يضاهي هذا المعرض من الدول العربية الآسيوية من حيث القدرة الشرائية ومن حيث سقف الحرية الجيد نسبيا. اصبح هذا المعرض مناسبة ثقافية في الرياض لمدة عشرة أيام، بل ظاهرة يحرص عليها كل صاحب شأن بالثقافة أو التربية أو تجارة الكتب فمن مكاسب أهداف هذا المعرض أنك أصبحت تلاحظ العائلة تصطحب ابناءها الى هذا المعرض فيتعرف الكبير والصغير على ما يهمه من إصدارات ثقافية وألعاب تربوية تنمي كفاءته الذهنية. المعرض كمعرض لا غبار على فوائده ومنافعه للمجتمع بل أصبح هو المقياس لكل أمة قارئة وماذا تقرأ. معرض الكتاب مناسبة ثقافية بحتة ولا يحق لأي كان أن يشوه هذه المناسبة بممارسات غير أخلاقية أو ممارسات تعصبية أو مزايدات على الانتماء يجب أن نتفهم بعضنا بعيدا عن التخوين أو التضليل أو التجهيل أو التفسيق. إن تحقق الانسجام بين شرائح المجتمع يدل على وعي وإدراك لمعنى التعايش ولا يلزم هنا الاتفاق في الأفكار بل المهم هنا احترام المعاني. نعود هنا الى معرض الكتاب؛ وقد سألني أحد الأصدقاء عن الكتب التي سوف أشتريها من المعرض فذكرت له أنني لا اشتري إلا الكتاب الذي يدخل في دائرة حاجتي في هذا العام وهذه المسألة يقيدها ما أبحث فيه في نفس العام وذلك لعدة أسباب: من أهمها أنني اسكن في بيت ايجار ولم يعد عندي مكان للكتب في مكتبتي الخاصة، والسبب الثاني أنني توصلت الى قناعة وهي لا تشتري كتاباً إلا اذا كنت ستقرؤه باستثناء المرجع، السبب الثالث أن اسعار الكتب قد ارتفعت في كل مكان بسبب ارتفاع اسعار الورق عالميا، وقد اضع لشراء الكتب ميزانية لاتتعدى 500ريال وتذهب في شراء 4عناوين خصوصا انه لا توجد رقابة تذكر على الأسعار. لهذه الأسباب مجتمعة نهجت منهج التقنين الصارم في شراء الكتب. ثم إن هناك مشكلة تجعلك تعزف عن شراء الكثير من الكتب، فكتب التراث مثلا نلاحظ ندر الكتاب المحقق تحقيقا علميا في المكتبات التجارية؛ لذلك أتوقف عن الشراء حتى تصدر طبعة محققة ومصححة، وما نواجه في كتب التراث نجده في الكتب المترجمة إذ أصبحت الترجمة الجيدة نادرة والغالب على ما صدر من الكتب المترجمة الضعف والركاكة وتشويه الفكرة؛ لهذا يجب الحذر من الكتب المترجمة في الفترة الأخيرة لعدم دقتها غالبا، خصوصا الصادرة عن المكتبات التجارية.