اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون امس ان هناك "حججا" قد تتيح ملاحقة الرئيس السوي بشار الاسد بتهمة ارتكاب جرائم حرب، إلا أن هذا الخيار قد يعقد التوصل إلى حل في سوريا. وقالت كلينتون في كلمة ألقتها أمام مجلس الشيوخ "استنادا الى خبرتي الواسعة اعتقد ان هذا الأمر قد يعقد التوصل الى حل لوضع معقد اصلا، لأنه سيحد من إمكانات إقناع قادة بالتخلي عن السلطة". وكان سناتور سألها قبل ذلك عما اذا كان "يتوجب في نظرها ان يعتبر المجتمع الدولي الاسد مجرم حرب". فأجابت كلينتنون "اذا استندنا الى تعريف مجرم حرب وجرائم ضد الانسانية هناك حجج للقول إنه يمكن أن يدخل في هذه الفئة". في هذه الأثناء أكد عدنان منصر الناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية صحة الأنباء التي ترددت امس حول إعلان الرئيس التونسي المؤقت منصف المرزوقي عن استعداد تونس لمنح اللجوء السياسي للرئيس السوري بشار الأسد. وقال منصر في بيان تلقت يونايتد برس انترناشونال مساء امس نسخة منه، إن هذا الموقف "ينسجم تماما مع المنطق الذي تقوم عليه المقاربة التونسية للأزمة في سوريا". وأضاف ان تونس "ترغب في أن ترى الوضع في سوريا يتجه نحو الحل السلمي، وقد قدم رئيس الجمهورية جملة من الأفكار في هذا الخصوص ضمنها خطابه الذي افتتح به مؤتمر" أصدقاء الشعب السوري" الذي عُقد بتونس يوم الجمعة الماضي". وأضاف أن غلق كل المنافذ أمام النظام السوري "سيؤدي إلى استشراسه في مقاومة ثورة الشعب السوري الشقيق، وبالتالي إمكانية سقوط آلاف الضحايا الآخرين". وختم بيانه بالقول "لذلك، فإذا كان رحيل الرئيس السوري بشار الأسد إلى أي بلد آخر، بما في ذلك تونس، يمكن أن يدفع بالحل السياسي في سوريا إلى الأمام ، فإن تونس مستعدة للمساعدة". الى ذلك اعلنت مسؤولة كبيرة في الاممالمتحدة امس ان ضحايا القمع في سوريا بات ب"التأكيد اكثر من 7500 قتيل بكثير". الا ان لين باسكو مساعدة الامين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية أوضحت في كلمة ألقتها أمام مجلس الامن ان الاممالمتحدة غير قادرة على "تقديم أرقام محددة" بشأن ضحايا القمع في سوريا. وقالت "لا يمكننا اعطاء ارقام محددة، لكن هناك معلومات ذات صدقية تفيد أن الحصيلة باتت تزيد في أكثر الاحيان عن المئة قتيل مدني في اليوم، وبينهم الكثير من النساء والاطفال". واضافت أن "المجموع هو بالتأكيد أكثر بكثير من 7500" قتيل. من جهة أخرى أعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر امس أنها تمكنت من نقل مساعدات الى مدينتي ادلب وحمص بحسب متحدثة باسم هذه المنظمة في جنيف لوكالة الانباء السويسرية. وسلمت المساعدات للهلال الاحمر السوري لكن لم يتم بعد توزيعها بسبب المعارك. وقالت المتحدثة أن أغذية ومعدات صحية واغطية نقلت الى ادلب في حين تم نقل مواد غذائية الى حمص. وبشأن نداء الصليب الاحمر للتوصل الى هدنة لأهداف انسانية ، قالت المتحدثة ان السلطات السورية لم تعط ردها بعد. واضافت: "نكرر النداء لهدنة لأغراض إنسانية. وقف المعارك لساعتين على الاقل يوميا ضروري لتوزيع المساعدات في المناطق الأكثر تضررا".