المسابقات التنافسية أياً كانت هي الوعاء الفكري الزاخر بكل المعلومات والبيانات والنشاطات عن الموضوع المطروق، وهي بذلك ميدان خصب للمتنافسين لإعمال الفكر والعقل والإبداع والتألق في ذلك المجال، فإن كانت المنافسات في أقدس المجالات، مجال القرآن الكريم وحفظه، فإن ذلك بلاشك مدعاة لتطاول الأعناق والأفكار والآمال والهمم للتفوق في هذا المجال العقدي المتين . من هنا كانت النظرة الثاقبة لراعي الجائزة صاحب فكرتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ليتبنى هذه المسابقة القرآنية الكريمة من أجل حث وتشجيع أبنائنا وبناتنا للاستمتاع الروحي من خلال حفظ القرآن الكريم، وتجويده وتلاوته والعمل بأحكامه، ولاشك أن لا أجمل تعبيراً ولا أجزل لفظاً ولا أعمق معنى ولا أشمل أحكاماً ، ولا أعذب حلاوة ، ولا أحسن طلاوة ولا أبهى رونقاً من هذا الكتاب المكنون الذي لا يمسه إلا المطهرون تنزيل من رب العالمين! ومعروف أن حفظ الراقي من الآداب الإنسانية فيه توسيع المدارك وتثقيف اللسان، وتعميق الأفهام ، وتجويد العبارة، وتحسين الألفاظ ، فكيف إذا كان الحال مع الكلام الذي لايأتيه الباطل من فوقه ولا من تحته ، كتاب الله عز وجل ؟ فالقرآن الكريم هو وعاء الأمة الفكري ليستنبطوا منه القيم الإيمانية العالية، والأخلاق الرفيعة السامية، والأحكام الصائبة للمشكلات والقضايا المجتمعية، ولم تكن لتقوم للأمة الإسلامية قائمة لولا هذا القرآن الكريم الذي هو في الواقع قانون إلهي، ما إن تمسكنا به لن نضل أبداً بإذن الله . وأعمق الأثر الإيجابي لهذه المسابقة النبيلة أنها للنشء من الجنسين (البنين والبنات) وهم بلاشك مستقبل هذه الأمة وبناتها ورعاتها في الأجيال القادمة، فما أحكم أن يكون تنشئتهم وتكوينهم على القرآن الكريم ومبادئه، ليشبوا على خلق القرآن الكريم الذي تخلق به سيد الأولين والآخرين سيدنا محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وسلامه. فالشكر أجزله لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز لرعايته الكريمة لهذا المحفل القرآني الذي سيعود بكل النفع وعميم الفائدة على أبنائنا وبناتنا خيراً وفيراً بإذن الله، والشكر لكل الذين يسهمون في تنظيم وإعداد هذه الاحتفالية القرآنية وصولاً بها إلى هذا المستوى الرفيع من التنافس الشريف حصداً لنتائج ذات قيمة عالية في المجتمع بإذن الله . أسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل القرآن الكريم ، وأن يحفظنا ويحفظ بلادنا بالقرآن الكريم ، متمنياً لأبنائنا وبناتنا التوفيق والسداد في مشوارهم القرآني. * مدير جامعة الملك عبدالعزيز