المملكة تشهد نمواً مضطرداً ولافتاً، لم يسبق له مثيل على الإطلاق في تاريخ المملكة، مرجعه التمسك بأهداب الدين، وتطبيق شرع الله المطهر، ثم عناية ورعاية الدولة لشئون البلاد والعباد، ميزانية الدولة في كل عام تحمل أرقاماً فلكية تسخرها قيادتنا الحكيمة لكل ما يعود على البلاد من أقصاها إلى أقصاها بالخير والرفاهية، ومدينة الزلفي تعد من أكبر المحافظات التابعة لمنطقة الرياض، تبعد عنها قرابة (250كم) من جهة الشمال، حظيت باهتمام الدولة شأنها، شأن باقي المدن، غير أن أمراً ملحاً يؤرق أهلها، وكثيراً ما طالبوا به، إلا أن بوادره لك عليها! مشروع قطار الشمال الجنوب العملاق الذي تنفذه شركة (سار) من المفترض أن يطأ أراضي مدينة الزلفي ويتعمد إثارة التراب والغبار على أهلها، لكنه لن يتوقف عندهم ولو لمجرد تقديم التحية! والحالة تلك تذكرت مقولة الرئيس اليمني على صالح الشهيرة التي جعلتها إحدى القنوات الإخبارية، مادة إعلامية تسويقية لها ( فاتكم القطار..فاتكم القطار..فاتكم القطار) الخوف أن تنطبق على جماعتي في الزلفي – الله يرحم حالي وحالهم - وتقال لهم نفس الترويسة. بالله عليكم يا أحباب، من منكم لا يحب هذه المدينة الفاتنة؟ كيف تتجاهلها مؤسسة سكة الحديد ووزارة النقل؟ ولو بكلمة أو جبر خاطر، أيصدق عاقل بأن القطار الجديد يمر على أراضي الزلفي ولا يخدمها من خلال محطة توقف فيها، وكأن لسان الحال يقول يكفيهم مشاهدته وهو يخطف أبصارهم، ست محطات توقف على مسافة 1500كم فقط ، أيعقل هذا؟ مشروع جبار ومكلف يختزل بهذه الطريقة، مدينة حيوية وتجارية واقتصادية وثقافية وسياحية وأثرية كالزلفي، تحرم من محطة توقف! ألح علي كثير من جماعتي أن أكتب عن هذا الموضوع قبل فوات الأوان أو بالأصح قبل فوات القطار! وكنت غير مؤيد لهذا الطلب، لعدم شعوري بتجاهل المسئولين للزلفي، والله يا جماعة الربع! لو لم يكن في الزلفي غير (روضة السبلة) صاحبة الموقعة التاريخية لكفى! هل يعقل أن يتم تجاهل هذا الإرث البطولي والسياحي في آن واحد؟ لا أتصور أن ثمة مسئول في وزارة النقل أو مؤسسة سكة الحديد لا يعرف (الزلفي) ومقوماتها السياحية والزراعية والإقتصادية والثقافية والصناعية، عندما لا يتجاوب المسئول في هاتين الجهتين مع النداءات والمقالات المتكررة المطالبة بضرورة إنشاء محطة توقف للقطار بالزلفي، دونما الإستفادة منه، وتصبح " كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ.... والماء فوق ظهورها محمول" الزلفي في هذا العصر الذهبي (واحة خضراء ) و(مدينة عصرية) تحوي مقومات السياحة الحديثة ، أهلها موقعها المتميز لذلك ، جديرة بمحطة قطار أسوة بمن جاورها، وقد تبادر إلى ذهني للتو هذا التساؤل: ما هي المعايير التي على ضوئها قامت مؤسسة سكة الحديد بتوزيع محطات التوقف الست؟ هل هي على نسبة عدد السكان؟ أم على قدر المسافة؟ أم على مستوى المحافظة؟ أم على توفر مقومات السياحة؟ كل ذلك ينطبق بقضه وقضيضه على هذه المدينة الفاتنة بجمالها وبجبالها ورمالها الذهبية، أهالي الزلفي أسقط في أيديهم هذا التجاهل غير المبرر من المسئولين عن هذا المشروع، واضطربت أحوالهم وبات هذا الأمر حديث مجالسهم وهاجسهم الذي لم ينفك، وما برحوا يطالبون بهذه المحطة لتنفيذها مع المشروع لسهولة ذلك ويسره وقلة تكاليفه مقارنة بما بعده، التوجيهات السامية تؤكد على إلزام المسئول بالرد على أصحاب المطالب، والجهات ذات العلاقة بمشروع قطار الشمال والجنوب لم تزل صامتة لا تنبس ببنت شفة ، إزاء مطالبات أهالي الزلفي من الكتاب وغيرهم، يا ترى ما سر هذا التجاهل؟ ، فائدة توقف القطار بالزلفي، ليست مقصورة على أهالي المدينة فحسب! بل هي متعدية للغير وما أكثرهم ، والشواهد في ذلك متحققة ، أهالي مدينتي ( الزلفي ) الحالمة بهذه المحطة، متفائلون بأصحاب العقول الراجحة في الجهة المنفذة، سواء كانت حكومية أو خاصة، ويحدوهم الأمل بإعادة النظر في هذه الجزئية المهمة، حتى تتحقق لهم مطالبهم بإنشاء محطة توقف لقطار الشمال الجنوب في مدينتهم، قبل أن يقال لهم (فاتكم القطار...فاتكم القطار) ولكننا لا زلنا نتطلع إلى أن تشنف شركة (سار) آذاننا بالخبر السار؟...ودمتم بخير. جبارة بن عيد الصريصري