الفن مغامرة جميلة لا يعرف طعمها الا من غاص فيها و جرب حلاوتها و تلذذ بكل مافيها من ألوان، و ايضا من جانب آخر أحيانا يكون لها طعم مر لاذع، أحيانا عندما نقوم بعمل فني، ثم لا يعجبنا فنقوم بتمزيقه ورميه أو ركنه في أحد اركان الغرفة حتى لا يراه أحد .. هل تساءلتم يوما عن السبب في القيام بذلك؟ يقول أحد العلماء النفسانيين إنه اذا قام أحد بعمل رائع في حالة نفسية ليست بجيدة فإنه سرعان ما يحاول إخفاء عمله لكي لا يراه الناس، و يحسون بضعفه او حزنه اثناء رسمه لهذه اللوحة، فهو أي الرسم صورة صامتة تعبر عما يحدث في داخل النفس البشرية حيث إن الانسان بالغالب يحاول إخفاءه كي لا يهاجم او ينتقد من قبل الآخرين. البعض لا يمكن أن يرى ما يخفيه الانسان من أحزان داخل لوحته و لكن المتمرس و الأخصائي المختص في العلاج بالفن التشكيلي يمكنه أن يرى ما بين الخطوط و تحليل ماهية الألوان والأشكال ويستطيع ايضا التكهن بشخصية الانسان الذي رسمها و ايضا اخضاعه لبعض جلسات العلاج بالفن التشكيلي و الاختبارات النفسية عن طريق الفن التى ستساعد في تفسير أو قراءة رسوماته،و يمكن ايضا التطرق الى عدد من الحوارات التى يمكنها أن تساعد في حل بعض تلك المشكلات او الاضطرابات التى مر بها الشخص من خلال رسوماته .. اذا احسست بضيق أو انك تريد التحاور مع نفسك او تفريغ بعض الشحنات السالبة امسك بريشتك و ضع أمامك لوحة الكانفس وأبدا بالرسم، ليس بالضرورة أن يكون رسما فنيا متقنا وليس من الضروري الرضا التام عن اللوحة ولكن كل مشكلة ولها حل، دع ماقمت برسمه واذهب وعند الشعور بالسعادة اذهب وعدل في اللوحة بإضافة بعض الالوان أو طمس بعض مما رسمت أو التعديل على بعض الجزئيات غير المريحة و بعدها ابعد قليلا عن اللوحة و القِ نظرة على ماقمت به من تعديل و ستجد ما تبحث عنه. أخيرا.. نحن لم نخلق لنكون في سعادة دائمة ولا حزن دائم؛ الحياة كالأمواج تارة تعلو و تارة تنزل وتستكن، يجب علينا دائما تغيير ما يمكننا تغييره من السلبيات الموجودة في حياتنا حتى ولو بعد حدوثها. * أخصائية العلاج الترويحي بالفن التشكيلي