شهدت الأزمة السورية أمس تطورات مهمة على صعيد المواقف الدولية تمثلت في موقف روسي مختلف قليلا عن المواقف المتشددة التي اتخذتها موسكو في الأيام الماضية، حيث أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية أمس أن روسيا تدعم دعوة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لهدنة يومية لمدة ساعتين في سوريا لنقل المساعدة الإنسانية إلى السكان. وقال المتحدث الكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي "نحن قلقون جدا إزاء التقارير عن الوضع الإنساني الصعب في سوريا. نحن ندعم بقوة جهود اللجنة الدولية للصليب الأحمر" لإعلان هدنة يومية. وأضاف لوكاشيفيتش "من المفترض أن تستخدم هذه الهدنة لتقديم مساعدة إنسانية للشعب". وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجهت الثلاثاء نداء عاجلا إلى كل الأطراف من أجل "إعلان هدنة يومية لساعتين على الأقل" بهدف السماح بنقل سريع لمواد الإغاثة الإنسانية. وقال جاكوب كيلنبرغر رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن "الوضع الراهن يتطلب اتخاذ قرار على الفور يقضي بإعلان هدنة إنسانية في سياق المعارك". وأضاف "في حمص وفي مناطق أخرى متضررة، هناك عائلات بكاملها عالقة في منازلها منذ أيام، ولا تستطيع الخروج لشراء الخبز ومواد غذائية أخرى والماء أو الحصول على العناية الطبية". كما أعرب البيت الأبيض الثلاثاء عن تأييده للدعوات إلى هدنة إنسانية في سوريا تهدف إلى إدخال المعونات للمدنيين المتضررين من حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد مناهضيه. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني "إن الأعمال المشينة التي يقوم بها نظام الأسد أدت إلى وضع أصبحت فيه الإمدادات الإنسانية الأساسية شحيحة للغاية". وأضافت "نؤيد الدعوات إلى وقف إطلاق النار للسماح لتزويد السوريين بالإمدادات التي يحتاجون إليها بشدة". وفي واشنطن قالت إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء إنها لا تؤيد تسليح المعارضة السورية، إلا أنها لا تستبعد الفكرة كليا وسط الاشتباكات الدموية بين المعارضة ونظام الرئيس بشار الأسد. وكان السناتور الجمهوري البارز جون ماكين الذي نافس اوباما في الانتخابات الرئاسية العام 2008، دعا أثناء زيارة إلى المنطقة الإثنين إلى إمداد المسلحين السوريين بالأسلحة "للدفاع عن أنفسهم". وصرحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند للصحافيين "من وجهة نظرنا، لا نؤمن أنه من المنطقي المساهمة الآن في المزيد من العسكرة في سوريا". وأضافت "لا نريد أن نرى زيادة في تصاعد العنف. ورغم ذلك، فإنه إذا لم نتمكن من جعل الأسد يذعن للضغوط التي نمارسها جميعنا عليه، فربما سيتعين علينا أن نفكر في اتخاذ مزيد من الإجراءات". وأكدت "نحن لم نستبعد أي شيء". وقتل أكثر من 600 شخص في حملة القمع التي يشنها النظام ضد المناهضين منذ 11 شهرا، بحسب ناشطين. وكانت روسيا والصين قد صوتتا بالنقض على قرارين في مجلس الأمن يدينان سوريا.