أعلنت روسيا أنها تدعم دعوة اللجنة الدولية للصليب الاحمر لهدنة يومية لمدة ساعتين في سورية لنقل المساعدات الانسانية، إلاّ انها تعارض اقامة ممرات إنسانية. وقالت وزارة الخارجية إن روسيا «قلقة للغاية» بشكل متزايد حول الوضع الانساني في سورية، وإنها تدعو الرئيس بشار الاسد والمعارضة المسلحة لوقف العنف. وناقش الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد هاتفياً الوضع في سورية وأعلن كلاهما معارضته أي تدخل في الشؤون السورية، كما أعلن الكرملين. وأضافت الرئاسة الروسية في بيان: «أعلن الطرفان أنهما يشجعان السوريين على تجاوز الأزمة بأنفسهم في أسرع وقت ممكن بوسائل سلمية حصراً من دون تدخل خارجي». وأوضح البيان: «تمحور الحديث خصوصاً حول الوضع المأسوي الذي تطور حول سورية». وقال إن «ديمتري مدفيديف ومحمود أحمدي نجاد شددا على ضرورة السعي إلى وقف العنف وإجراء حوار بناء بين السلطة والمعارضة من دون شروط مسبقة». كما اعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وميدفيديف أن «الحل السياسي» في سورية يحقق «أهداف شعبها»، وأن التدخل الخارجي «يعقد» الأمور فيها. وقال الناطق ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي: «نحن قلقون جداً إزاء التقارير عن الوضع الانساني الصعب في سورية». وأضاف: «نحن ندعم بقوة جهود اللجنة الدولية للصليب الاحمر» لإعلان هدنة يومية. وقال: «من المفترض ان هذه الهدنة ستستخدم لتقديم المساعدات الانسانية الى السكان». وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر وجهت نداء عاجلاً الى كل الاطراف من اجل «اعلان هدنة يومية لساعتين على الأقل» بهدف السماح بنقل سريع لمواد الإغاثة الإنسانية. وقال لوكاشيفيتش إن روسيا طلبت من الأممالمتحدة إيفاد مبعوث للاتصال بكل الجوانب في سورية للاتفاق على المرور الآمن للقوافل الإنسانية. وتابع: «تهدف مبادرتنا إلى توفير السلامة للشحنات الإنسانية... ونحن نعمل حالياً بشكل مكثف مع سورية ومن حولها». وأضاف: «نعمل في هذه المسألة مع القيادة السورية وممثلي المعارضة... ومع الصليب الأحمر الدولي». وجددت موسكو دعوتها الى القوات السورية والمعارضة المسلحة الى انهاء العنف. وقال لوكاشيفيتش: «مرة أخرى ندعو جميع الأطراف السورية الى إنهاء العنف، وهذا يعني السلطات الرسمية والمعارضة التي يجب ان تنأى بنفسها عن المتطرفين». في موازاة ذلك قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف امس، إن روسيا تعارض الاقتراح الفرنسي باقامة «ممرات انسانية» في سورية، حيث ان ذلك لن يؤدي سوى الى «تفاقم النزاع». واوضح غاتيلوف: «من غير المرجح ان يكون لإقامة هذه الممرات الانسانية اي فعالية». وأضاف: «انها مسالة معقدة جداً، ووفق علمنا، فإن الامر سيتطلب آلية خاصة وقوات، ومنطقياً قد يؤدي ذلك الى استخدام القوة». وقال ان الفكرة التي تؤيدها موسكو والصليب الاحمر هي ضمان «هدنة انسانية وليس ممرات انسانية». كما قال غاتيلوف إن القلق يتزايد في روسيا بشان انباء عن تلقي المعارضة المسلحة في سورية مساعدات عسكرية من الخارج. وصرح للصحافيين «ان تلقي المعارضة المسلحة الدعم من الخارج هو حقيقة مثبتة». واضاف ان «الشحنات التي تعبر الحدود من لبنان... تدعم المعارضة المسلحة. ونشعر بأن ذلك لا يؤدي سوى الى اشعال وتصعيد الوضع». وكان البيت الابيض اعرب ليلة اول من امس عن تأييده الدعوات الى هدنة انسانية في سورية.