عقد القائد العام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي جلسة مباحثات مهمة أمس بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع مع وفد الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور جون ماكين ، وهى المباحثات التي تحدد بشكل كبير شكل العلاقة بين القاهرةوواشنطن خلال الأيام المقبلة عقب التوتر الذي نشب على خلفية قضية التمويل الأجنبي وما صاحبها من تلويح بخفض او قطع المساعدات الأمريكية لمصر. والسيناتور ماكين عضو بارز في لجنة القوات المسلحة ورئيس مجلس إدارة المعهد الجمهوري الأمريكي ، الذي يرأسه في مصر "سام راي لحود" ، الذي ورد اسمه على قائمة الممنوعين من السفر في قضية "التمويل الأجنبي"، وهو نجل وزير النقل الأمريكي راي لحود. وقالت مصادر مسؤولة ل " الرياض " إن مباحثات السيناتور الأمريكي جون ماكين هدفت إلى إمكانية عدم وقوف المواطنين الأمريكيين داخل القفص في المحكمة فقط مع التأكيد على عدم المساس بالمعونة الأمريكية . وعلمت " الرياض " أن المباحثات تطرقت إلى الاتفاق على عدة نقاط أهمها الإفراج عن صفقة السلاح المجمدة والتي تعاقد عليها الجيش المصري مؤخرا ، وعدم المساس بالمساعدات الأمريكية لمصر ، بالإضافة إلى قيام أمريكا بتوجيه البنك الدولي بالموافقة على إقراض مصر . وعلمت أيضا أن الجانب المصري أوصل رسالة إلى الجانب الأمريكي هدد فيها بأنه في حالة إيقاف المساعدات الأمريكية لمصر ، فانه سيتم سحب الامتيازات التي تحصل عليها أمريكا تتعلق بعبور عدد من البارجات الأمريكية في قناة السويس وكذلك بعض أنواع الطائرات الأمريكية في المجال الجوى المصري ، وتسهيل إجراءات العبور دون سائر الدول الأخرى . من جهته، رهن السيناتور الأمريكي جون ماكين، نجاح المستقبل السياسي في مصر بإعادة تنشيط النمو الاقتصادي، محذرا من أنه إذا لم تتوفر فرص العمل فإن السياسة لن تستقر وستنمو قوى التطرف في مصر. وأكد ماكين في مؤتمر صحفي في غرفة التجارة الأمريكيةبالقاهرة أمس أن واشنطن تدعم بشدة الشراكة المصرية الأمريكية وتعمل على مساعدة مصر لتحقيق التطور الديمقراطي من خلال تعزيز الشراكة الاقتصادية لمصلحة البلدين. ولفت إلى أن الثورة المصرية أعطت فرصة التطور للشعب المصري ، لكنها لم تعطه النجاح ، وأن مصر مازالت تواجه تحديات اقتصادية بالنظر إلى تصاعد حدة المظاهرات في العام الماضي ، معتبرا أن طريقة التطور والتغيير في مصر في الفترة المقبلة هي التي ستحدد شكل المنطقة بأكملها. ورأى ماكين أن مصر تمر بلحظة حازمة تشهد تغييرات هائلة لم يسبق لها مثيل منذ انهيار الدولة العثمانية، وأوضح أن الواقع يفرض أن نظل أصدقاء في النواحي السياسية والعسكرية والاقتصادية وأن نحافظ على دعائم هذه الشراكة. وتعد زيارة ماكين الرابعة التي يقوم بها لمصر منذ ثورة 25 يناير ، والتي تتزامن هذه المرة مع إعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن اقتراح بتقديم مساعدات لمصر بقيمة مليار و300 مليون دولار العام الجاري ليطلب من الكونجرس الحفاظ على حجم المساعدات السنوية عند نفس مستواها رغم الأزمة التي لا تزال قائمة مع مصر بشأن تمويل منظمات المجتمع المدني ، وقدم أوباما الاقتراح ضمن خطته لميزانية العام المالي 2013 الذي يبدأ أول أكتوبر القادم حيث يتعين أن يوافق الكونجرس الأمريكي الذي يعد السيناتور ماكين من أقوى شخصياته على هذه المساعدات .