أتى يشكو بعد أن تخطّوه في الترقية، ورفعوا بدلاً عنه "موظّفا" متكلّسا لا يمتاز عنه الا باعوجاج الأساليب، والمهارة في الوشاية بالآخرين. سأله صاحبه: وما يُحزنك ألست صاحب مبدأ أن الوظيفة "دور" رسمي ينتهي بالاقالة أو الاستقالة، وأن المجد الحقيقي هو ترك "المكان" الرسمي بنجاح يتكامل مع "مكانة" مجتمعيّة لم يمنحها المكتب والمنصب؟! ولكن يا صاحبي ما دمت سألت فإليك مني "دروس عشر" أراها مرتكزات الوصول للمنصب في المؤسسة التي تعمل بها وربما في غيرها من المؤسسات الشبيهة: الدرس الأول: تعلّم فنّ "الحساب" للمعادلات مجهولة الاطراف، ولا تنس أن "تقسم" وتطرح المصلحة العامة باعتبار "القاسم المشترك" إطراء رؤسائك في الاجتماعات وكيف كانت توجيهاتهم السديدة ملهمة لك في كل شأن. الدرس الثاني: تعلّم "الهندسة" حتى لا تتناثر مصلحتك في "دوائر" القرار، واهمس لكل طرف من المتنافسين "بزوايا " المنافس الآخر، ولا تنس أن كفّة احدهما قد ترجح على صاحبه حينها تذكّر أن "الهندسة" متطلبها الإجباري النجاح في مادة "الحساب". الدرس الثالث: تعلم مهارات "التعبير" عن مشاعرك (الصادقة طبعا!) حين تلتقي كبير المؤسسة ولا تنس "حلف اليمين" وتوظيف عبارات غير مألوفة حتى يتذكّرك وقت توزيع المكاسب الادارية. الدرس الرابع: راجع موضوعات "القواعد" ومتى ينبغي "تشكيل" مواقفك وكيف تستختدم الجمل "الفعليّة" وتتخطى "الاسميّة" بما يتناغم مع مزاج "الفاعل ونائب الفاعل" في ادارتك. ولا تستح من المبالغة في " النصب" فهو من انواع " الاعراب" شريطة ألا توقظ "الضمائر المستترة" من حولك. الدرس الخامس: في حصص "الاملاء" الاداري تجنّب المشاغبة، انصت جيدا ودوّن ما يمليه عليك مديرك الملهم وذكّره بدوره في تشكيل وعيك وطموحك وأنّ "إملاءه" سيكون من ضرورات مستقبلك. الدرس السادس: حينما تراجع مواد "العلوم" في عالم الوظيفة فعليك أن تحفظ جيدا أسرار " كيمياء" العلاقات القرابيّة والمناطقيّة، وأن تحسب الوزن "الذري" لكل "عنصر" في مطبخ القرار ولا تغفل قوانين "جاذبيّة" الظرفاء والندماء فلكلٍّ وزنه. الدرس السابع: اقرأ "تاريخ" القرار في المؤسسة واحفظ "جغرافيا" الزملاء المنافسين فقد تتقاطع "خطوط الطول والعرض" في "محميّة" إداريّة لا تنطبق عليك شروطها، فإن حصل ذلك فعليك أن تراجع "الحساب" وتتعلّم "الهندسة" وتبدأ المشوار من جديد. الدرس الثامن: لا تثق بما تحمله من مؤهلات، واعلم أن "الكفاءة" "متوسطة" في العرف الإداري، وأن الدروس "الثانويّة" وحدها تقودك إلى "الصفوف" العليا. الدرس التاسع: تميّز في "علم نفس" المدير ودغدغ شعاراته البراقة مثل "الوطنيّة" و"النزاهة" ولا تكن مغفّلا فتردِّد مثل هذه العبارات وهو يوقع "انتدابه" الصيفي السنوي الى أوروبا، أو يمرّر معاملة "لصديق" "الاستراحة" أو النادي. الدرس العاشر: راجع "علم اجتماع" (شلّة) القرار في الادارة وتنازل عن بعض كبريائك وأنت بينهم في "سهرة" الأسبوع، وتذكّر أهميّة امتداح مهارة "المدير" في الحوار "والبلوت" ولا تستنكف حتى من إطراء "تصفيطته" المميّزة للشماغ على رأسه. **مسارات: قال ومضى: عجبت لمن استوعبوا التاريخ ثم يقبعون خارجه.