إن حياة البشر لا تخلو من الخير والشر والنعيم والشقاء ولا تعدم صفو العيش وكدره وحُلوه ومُره فمن الناس من ينعم بحياة ملؤها المسرات ورغد العيش ومنهم من يعاني قسوة الحياة وبؤسها و(الناس أجناس) فهذا يجمع المال يكدسه.. يبخل على أسرته ويقتر على من يعوله ويحرمهم من أبسط مقومات الحياة.. وذلك المبذر المتلاف الذي ينفق بلا حساب لا هم له إلا امتلاء جوفه من لذائذ المأكل والمشرب غير عابئ بما يخبؤه غده له من المفاجآت وغير مبال بصروف الدهر وغدر الليالي شعاره (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب) ناسياً أو متناسياً أن (القرش الأبيض لليوم الأسود). وهناك من يكدح ليل نهار في سبيل توفير لقمة العيش له ولعياله وهذا - لعمري - المتعفف الذي لا يسأل الناس إلحافاً.. قانعاً بما قسم الله له لا يشغل باله ولا يكدر خاطره ما يعكر صفو حياته، وثمة فئة من شرار الناس لا يسلم من شرهم بعيد ولا يأمن أذاهم قريب وهؤلاء هم شر البلية وذلك المسالم الوديع الذي يمشي على استحياء لا يحسن لوقع خطواته من يمشي بقربه ولا يشعر بدبيب قدمه من يسير بمحاذاته. فهذا هو المؤمن الذي سلم الناس من يده ولسانه.. متمثلاً بقول الشاعر: يأبى فؤادي ان يميل إلى الأذى حب الأذية من طباع العقرب طوبى لك يا من سلكت طريق الخير واجتنبت مهاوي الزلل. ولله درك يا أخي المؤمن. * الهفوف - محافظة الأحساء