ثقافة الدعاية والإعلان، وكسب الزبون، وتحسين صورة المؤسسة من خلال الابتسامة للحصول على زبائن راضين عن المُنتج. لم تكن موجودة. فكانت العبارة السائدة التي ينطق بها البائع «هالمنظور» أو ما تعني «كما ترى». وفي الأدبيات القديمة والأحاديث الشفهيّة قرأنا أو سمعنا أن الهند كانت المصدّر الأول تقريباً لكل ما يحتاجه قاطن الجزيرة. وكذا إيران فيما يختص بالترف كالبسط والسجّاد (الزوالي). والشام كان يُرسل إلينا ما نستعين به على صنع القهوة (محماس - يد المحماس - الدلال). من هذا لا نرى سبيلاً إلى السؤال عن الجودة، فأمريكا لم تكن موجودة صناعيّاً. وكذا اليابان مشغولة بإعداد بضائع إنتاجيّة وحربيّة. والمعروض في الدكاكين عندنا هو «هالمنظور». وتجري أحاديث ممتعة فيما يدور بين البائع (في الدكان) والزبون الواقف قرب عتبة الدكان. فقالوا إنه أثناء بدء ورود الملابس الداخلية للسيدات جاءت امرأة إلى دكان يُباع فيه تقريباً كل شيء. من زينات الدرّاجات الهوائية إلى البطاريات (الحجار) والكشافات، سألت المرأة: الله يعافيك أبي حمّالات الصدر. فأخرج البائع نوعاً وعرضه. قالت المرأة أبي أكبر فأخرج نوعاً ثانياً، قالت المرأة: هذا صغير.. أبي أكبر، فأخرج لها نوعاً ثالثاً، وتفحصته المرأة بيدها ثم قالت: أبي أكبر، فقال البائع: مرينا باكر.. يبي يجينان «محادر»، والمحدرة سلة من الخوص متعددة الاستعمال، ويطلق عليها المصريون كلمة «سَبَتْ».