كنت قد كتبت مقالا (لم ينشر بعد) قلت فيه: إننا بلد بدون مهنيين أو تقنيين، رغم وجود معاهد للتدريب وكليات للتقنية منذ سبعين عاما، واليوم قرأت أن وزارة المالية جهزت ميزانية متكاملة لنقل تقنيات التصنيع في القطاعات الصناعية المهمة، ورفع أداء المتدربين السعوديين لتمكينهم من العمل مع المعدات الصناعية الحديثة، والاستعانة بمشغلين دوليين لتشغيل المعاهد التقنية غير الربحية، وتوطين الوظائف وبخاصة الفنية والحرفية، وذلك من خلال دعم الشراكات الاستراتيجية في المملكة، وجاءت تحركات الوزارة في أعقاب توجيهات ملكية صادرة بضرورة دعم الشراكات الاستراتيجية، والمركز الوطني للشراكات الاستراتيجية، وكنت أتمنى أن يكون الخبر أكثر دقة وتحديدا، فما هي هذه الشراكات الاستراتيجية، وهل هي موجودة في بلادنا؟ ثم يقول الخبر: إن لهذه الشراكات الاستراتيجية معاهد غير ربحية، سيدعمها صندوق تنمية الموارد البشرية، وهذه معاهد لم نسمع عنها، ومن باب التخمين سأفترض وجود هذه الشراكات الاستراتيجية، وخاصة في مجال صيانة الطائرات الحربية، وربما هناك شراكات أخرى، فإن صح ذلك، فهذه هي الخطوة الأولي الصحيحة لنقل التقنية، وتشغيل مئات المتخرجين من كليات التقنية، وإيجاد عمالة تقنية مدربة، وهو ما يشجع إنشاء مصانع ذات تقنية عالية، ويزود شبكة الخطوط الحديدية التي يجري إنشاؤها بالتقنيين اللازمين، ويمكننا في النهاية من الاستغناء عن التقنيين الأجانب الذي يتقاضون رواتب عالية، فعسى أن يتحقق كل ذلك.