في أسبوع الحب ، الذي حاولوا فرضه علينا وعلى ثقافتنا ، تعالوا نحكي عن " الخيانة "! وهل يخون الحبيب حبيبه ؟ في عالم البشر تجد من يعتبر الخيانة " لازمة " للحب ، بمعنى أنه يقول " أحب حبيبتي .. ولكن النفس تشتهي المزيد " ! .. كما تجد هناك من يعتقد أن الخيانة هي " ملح " الحب ، به يزداد الشوق ويشتعل ، وأن الخيانة " شطارة " إذا ما درى عنها أحد ، وهي " نزوة " إذا انكشفت وانفضحت . وهذا لا يمنع الاعتراف بأن هناك – أيضاً – من يعتبر الخيانة " جريمة " لا تليق بذي دين وأخلاق ، وأنها " طعن في الظهر " للمحبوب ، و" مقتل " للحب لا يستوجب استمرار العِشرة بعده . وهناك وجوه أخرى للخيانة في عالم الكائنات الأخرى ، فقد تجد حياة البعض منها ما هو قائم على الإخلاص للطرف الآخر ، حيث قرأت أن الحمامة - مثلاً - لا تعاشر غير وليفها ، بينما – في عالم العناكب – تجد " الخيانة " أساس حياتها ، ففي بعضها تقتل الأنثى ذكرها بعد التزاوج مباشرة ، ويصبح الذكر طعاماً لأرملته " السوداء " إذا لم يفلح في الإفلات السريع من العش بانتهاء التزاوج ، وهناك أنواع منها يعيش الذكر فيها بعد التزاوج داخل العش ليصبح طعاماً لأولاده حين يفقس البيض ، ومنها ما يأكل الأبناء أمهم حين يشتد عودهم " وهذا النوع من الخيانات في العلاقات قائم على المصالح " كما قال الباحث د. صلاح رشيد " معتبراً هذا من الأسباب التي جعلت بيوت العنكبوت من أوهن البيوت " كما قال الله عز وجل في كتابه " ، رغم أن نسيج خيوطها أشد من متانة الحديد الصلب " وفقاً لقول العلماء " ! والآن .. بعد أن استعرضنا بعضاً من الوجوه المتعددة للخيانة في هذا الكون ، هل يمكننا أن نتقبلها في حياتنا – مهما كان شكل وجهها ومبررها - ونتعامل معها كطارىء يمكن التغاضي عنه ومسامحته والتأقلم معه إذا ما ندم المخطىء على فعلته ؟ .. أم أننا سنرفضها رفضاً قاطعاً – مهما كانت – ونقطع بسببها حبل الحب والعِشرة بلا تردد ؟ وهل سيختلف جوابنا لو علمنا أن هناك دراسة "صادرة من المركز القومي للبحوث في مصر " تثبت لنا أن الخيانة ليست مجرد سلوك يقترفه الإنسان ، وإنما سببها " جين " وراثي في مخ الإنسان مسؤول عن فعل الخيانة ، ينتقل وراثياً ، وهو الذي يجعل الأبناء " بالإضافة إلى عوامل التنشئة الاجتماعية " يشبهون آباءهم في خياناتهم الزوجية ، بل وبشّرتنا أن هناك إمكانية منع الأزواج من الخيانات الزوجية بفضل التحكم بهذا " الجين " ؟ .. هي مجرد تساؤلات تبحث عن إجابات " وما أعرفه أن إجابتي عن هذا بديهية ولا تراجع فيها ولكن ماذا عن إجاباتكم أنتم " .. ماذا تقولون ؟