قال الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إن الحكومتين الأميركية والأفغانية بدأتا محادثات ثلاثية سرية مع حركة طالبان في مسعى لوضع حدّ للحرب المستمرة منذ 10 سنوات في البلاد. وقال كرزاي بمقابلة مع صحيفة (وول ستريت جورنال) إنه يعتقد ان معظم عناصر طالبان مهتمون «بالتأكيد» بعملية السلام. وكانت الحكومة الافغانية احتجت في السابق على عدم اشراكها بالمفاوضات. وقال الرئيس «يوجد اتصالات بين الحكومة الأفغانية وطالبان»، وكذلك «بين الحكومة الأميركية وطالبان، ويوجد اتصالات قمنا بها جميعنا معاً بمن فيهم الطالبان». غير أن كرزاي رفض تحديد المكان الذي أجريت فيه المفاوضات أو إعطاء المزيد من التفاصيل حولها. وكانت المحادثات بين مبعوثي طالبان والمسؤولين الأميركيين تركزت في الأشهر الأخيرة حول فتح مكتب لطالبان في دولة قطر واحتمال نقل معتقلين ينتمون إلى الحركة محتجزين في غوانتانمو إلى قطر. ويقول مسؤولون أميركيون إن المحادثات بدأت منذ نحو عام حين التقى مسؤولون أميركيون وألمان مساعداً لزعيم طالبان الملا عمر. وقال كرزاي إن الحكومة الأميركية تبلغ كابول بانتظام حول نتيجة المحادثات، غير ان الحركة تقول في العلن إنها ترفض التفاوض مع نظام كرزاي الذي وصفته ب»الدمية». غير أن الرئيس نفى ذلك، وقال «كنا نتكلم مع الطالبان، كنا نتكلم مع أعلى المسؤولين فيها». وأضاف «الناس في افغانستان يريدون السلام بمن فيهم طالبان.. انهم ايضا اناس مثلنا جميعا لهم عائلات ولهم اقارب ولهم اطفال، انهم يعانون وقتا عصيبا». وقال إنه سيطلب من باكستان أن تساهم في عملية السلام خلال قمة ثلاثية ستعقد بين باكستانوافغانستان وإيران الخميس، وأوضح أن «تعاون باكستان سيجعل كل المسألة أسهل بالنسبة لنا، لطالبان وللولايات المتحدة». وكان كرزاي وصل ونظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى باكستان للمشاركة في القمة الثلاثية المنعقدة في العاصمة الباكستانية إسلام آباد بين رؤساء باكستانوأفغانستان وإيران لبحث القضايا المتصلة بالسلام والأمن والاستقرار الإقليمي. وكشفت وسائل الإعلام الباكستانية المحلية بأن القمة تركز على مناقشة القضايا المتعلقة بالسلام والأمن والاستقرار الإقليمي إلى جانب مناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي. وفي هذا الشأن أوضحت قناة «جيو» الإخبارية الباكستانية في إحدى تقاريرها بأن أجندة القمة تشمل مناقشة المصالحة الجارية في أفغانستان إلى جانب التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة تهريب المخدرات، بالإضافة إلى مناقشة سبل تعزيز الرقابة على حدود الدول الثلاث وتعزيز التعاون في المجال الاقتصادي. وتأتي القمة الحالية لمتابعة نتائج القمتين السابقتين التي عقدت بين رؤساء الدول الثلاث، وذلك لإيصال أهداف القمة إلى مرحلة التطبيق، وتحمل القمة أيضاً أهمية بالغة نظراً للظروف التي تمر بها المنطقة في ظل التطورات المرتبطة بالانسحاب الأمريكي من أفغانستان.