بعد أن انتشرت ظاهرة إزعاج أرقام الجوال مجهولة المصدر، والتي يشكو منها الكثير من مستخدمي الهواتف المحمولة؛ الأمر الذي جعلهم يخشون الحديث مع أي اتصال برقم غير معروف، فيما عمد آخرون إلى تركيب برامج على هواتفهم، تهدف إلى تسجيل أي مكالمة واردة، كحماية لهم من أي إدعاء أو اتهام. ومع ما يشهده العالم من ثورة وتسابق في مجال الصناعات والتقنيات الحديثة بكافة مجالاتها، والتي جعلت المستهلكين يلهثون خلفها ليواكبوا التطور، إلاّ أن جميع محاولاتهم تفشل؛ بسبب ما يشهده السوق من تحديثات بشكل مطرد، ومع كل تقنية حديثة يطفو فوق السطح أخبار إساءة استخدام هذه التقنيات، والتي تجعل الكثير يخشى التعامل مع كل شيء جديد، لخوفهم مما يشاع عن برامج التجسس المنتشرة، فمن "البلوتوث" و"كاميرا الجوال"، إلى العديد من البرامج ك"تغيير الصوت" و"تسجيل المكالمات"، إضافةً إلى تحويل بعض متلقي المكالمات الاتصال إلى أشخاص آخرين، بهدف التهرب من المتصل، وهو ما يسبب الكثير من المشاكل للشخص الذي لا يعلم من يحادثه، ليرى صاحب المكالمة أن إدعاء عدم المعرفة هو تهرب غير مقبول، فتتصاعد الأمور بطريقة سلبية!. تسجيل وحماية وعلى الرغم من تشديد هيئة الاتصالات على ربط إصدار شرائح مسبقة الدفع برقم الهوية؛ بهدف مكافحة الاتصالات المجهولة، والذي ينتظر تطبيقه خلال الفترة القادمة، إلاّ أن الكثير من مستخدمي الهواتف حرصوا على تزويد أجهزتهم ببرامج لتسجيل المكالمات الواردة؛ لخشيتهم من بعض الاتصالات، خصوصاً من الأرقام المجهولة. ويلجأ عدد من المسؤولين وأصحاب الوظائف الإدارية التي تتسم بحساسيتها، على تسجيل ما يستقبله من مكالمات، بعد أن انتشرت برامج تعمل على تغيير الأصوات، يستخدمها بعض ضعاف النفوس لتلفيق التهم لغيرهم. شكاوي كيدية وأكد "عبدالله الزهراني" -مدير إحدى الشركات- على أنه لا يرد على أي اتصال وارد من رقم مجهول، إلاّ بعد أن يتأكد من عمل برنامج التسجيل؛ ليضمن عدم تعرضه ل"شكاوي كيدية"، مضيفاً أنه تعرض لأكثر من مرة لشكاوى القصد منها اتهامه بتوجيه إساءات لعملاء الشركة، بعد الاتصال على هاتفه الجوال؛ لمعرفتهم أن المكالمات الواردة على هاتف الشركة مسجلة، مشيراً إلى أنه لجأ لتسجيل كافة الاتصالات التي يتلقاها، إضافةً إلى تركيب البرنامج على هاتفه الخاص، لحماية نفسه من أي اتهام، أو ترصد. هواتف ذكية ويستخدم بعض الشباب البرامج بشكل ايجابي، القصد منه توثيق المكالمة، كدليل على جودة الخدمات، أو للرد على أي إدعاءات كاذبة، إلاّ أن هناك من يستخدمها لابتزاز الفتيات، من خلال تسجيل مكالماتهن بعد إيهامهن بالحب وأحلام الارتباط، لتبدأ بعدها سلسلة الابتزاز. ولم يعد أمر الحصول على برنامج معين صعباً مع ما تشهده التقنية من ثورة كبيرة ربطت المجتمعات شرقها بغربها، والأفراد بعضهم ببعض، وتمكين أي شخص للحصول على ما يريد في أي لحظة، وفي أي مكان، من خلال رابط صغير يرسل عبر تقنية "البلاك بيري" أو "الواتساب"، وغيرها من تقنيات تتيح تحميل أي برنامج في دقائق معدودة جداًّ، بفضل ما يعرف ب"الهواتف الذكية". أمر صعب وقال "علي العمري" - يعمل في سوق الجوالات بالدمام -: إن أكثر استفسارات الشباب خصوصاً في مرحلة المراهقة، تتجه نحو كيفية تحميل برامج تسجيل المكالمات وتغيير الأصوات، والتي تتوفر في بعض الأجهزة بدون الحاجة إلى تحميلها، مضيفاً أن هواتف أخرى تحتوي على تقنية تركيب بعض الأصوات، كصوت عمّال، أو زحمة مرورية؛ لإيهام المتصل أن صاحب الجوال موجود في موقع غير مكانه الحقيقي. ومن المعروف أن أي تقنية من الممكن استخدامها بشكل مثالي، مع احتمال استخدام آخرون لها بطريقة سلبية جداًّ، ما جعل المختصين يؤكدون على أن فكرة منع وصد التقنيات من أصعب الأمور، داعين إلى ضرورة تعلم كيفية التعامل معها، وأخذ الفائدة منها، إلى جانب تحصين المجتمع من أضرارها. متابعة الأبوين وأوضحت "منال الحامد" -أخصائية اجتماعية- أن آثار التقنيات الحديثة في الاتصالات واضحة جداًّ على أفراد المجتمع، وبكافة شرائحه وفئاته العمرية، حيث إن النسبة الأكبر منها متمكنة بشكل فوق الجيد من التعامل مع الأجهزة ومستجداتها، مشددةً على ضرورة متابعة الأبوين لتصرفات أبنائهم، والحرص على أن يؤدوا دورهم بالطريقة المثلى لاستخدام التقنيات، وبطريقة مثالية، وكذلك الابتعاد عن أي سلبيات قد تنتج عنها، إلى جانب التوضيح أن القانون يعاقب أي مستخدم مسيء للتقنية، خصوصاً عندما يكون هناك ضرر على الآخرين، ناصحةً بأهمية حرص الوالدين على أن يكونوا مثالا وقدوة حسنة لأبنائهم؛ ليقتدوا بهم.