ثمة حقيقة عن ثلاث مهن كان يقوم بها رجل واحد في الماضي.. وهي مهن الحلاقة (المحسن) وتطهير الأولاد الصغار (المختن) ومعالجة آلام الأسنان (خلاًع الضروس) حيث لا يوجد أي طريقة للتخلص من ألم السن إلا خلعه.. وأيام زمان كان من يمارس تلك المهن الثلاث يتواجد في الديرة (الداون تاون) في مدينة الرياض.. حيث تزاحم الأقدام.. ومكان أحدهم بالتحديد غرب الجامع الكبير.. وهو من قام بتطهير أجيال عديدة من سكان الرياض الذين أصبحوا كهولاً وشيوخاً الآن.. وقد يقرأ أحدهم سوانح اليوم.. فيتذكر ويعرف اسمه رحمه الله.. ومن يمتهن تلك المهن الثلاث يكون تعلمها من أبيه أو بتقليده للآخرين بعد مشاهدتهم عدة مرات.. لا أدري بأيها يبدأ التعلم والممارسة.. والذي يبدو لي أنه يبدأ في تعلم وممارسة المهن الثلاث بالحلاقة أولا.. ويحضرني الآن مثل يعرفه الجميع (تعلم الحلاقة في روس المجانين) فإن أتقنها انتقل لتعلم وممارسة خلع أسنان وضروس الصغار والكبار.. بعدها يقوم بعمليات تطهير (تختين) الذكور أطفالاً وصبية (جحوش) فقد يبلغ عمر الولد ثماني سنين (عند تختينه) والتختين في الماضي (بعكس هذه الأيام.. حيث يتم التطهير في اليوم الأول بعد الولادة إلى أسبوع) كان يعمل للأطفال من عمر السنة الواحدة وقد يمتد عمر الطفل إلى عشر سنين قبل تطهيره لسبب أو لآخر.. وبذلك يكون (من يستطيع التختين) قد أنهى متطلبات الزمالة (فيلوشب أو البورد) كالزمالة البريطانية (إف آر سي إس) وأعود إلى دجنان (سوانح الماضية) حيث هاتفني متابع لسوانح قائلاً ان المعلومة الصحيحة الوحيدة في سوانح الماضية هي ذكري بأن الكثير من الناس.. رجالاً ونساءً كانوا يشتكون من الدمامل.. في (الصفاق) أيام زمان فيعالجونها (بالفضخ) بكريم زان أو المرهم الأسود.. وأن دجنان ليس مرهماً.. بل كان عبارة عن حبوب يتم تكسيرها وسحقها فتصبح كالبودر أو البودرة.. ويتم وضعها (ذرها) على موضع الجُرح.. بعد تطهير (تختين) الأولاد الصغار.. وبذلك يكون (دجنان) مما يحمله (المختن) بجانب الموس الحاد وبعض الشاش أو القطن للتنشيف.. (وسحله) تُحضر من المنزل ليجلس عليها الطفل المُراد تختينه (مدلدل رجليه) ومقابلاً المختن الذي يُسارعه قائلاً وهو يُشير للسقف بيده التي تُشهر الموس: شف العصيفير.. فيرفع الطفل رأسه (ببراءة ودلاخة) بحثاً عن العصيفير.. يكون كل شيء قد انتهى أثناء ذلك من قطع وصلخ بالموس الحاد.. ولم يبقَ إلا (ذر) بعض من بودرة دجنان على مكان الجُرح.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.