هنّك" كلمة تعني - إذا كنت جريئاً، أو شجاعاً، وهي عادة تستعمل في نجد للتخويف والتهديد، وفي معظم بلاد الخليج والعراق يقولون "فنّك" وأميل إلى كونها الأصح. كمن يقول: أرني " فنّك " أو شجاعتك واعمل كذا.. أو كذا. ولا تخلو العبارة من التهديد. وأبدلوا " فنّك " ب.. هِنّك " أما "تطّلع" فهي مثل قول: اطلع لي برّا. وهي مقدمة واضحة لمشاجرة تجري عادة بين الشباب. فالقائل يعتبرها - أي الكلمة - جزءاً من التحدي، كي يبتعد الاثنان عن احتمال التهدئة من أطراف أخرى، فيصفيّا حسابيهما على مهل..! وتطالعنا صحافتنا المحلية بأخبار اعتداء طلبة على مدرسيهم . ورسوم الكاريكاتير ، تُظهر عملاقا ذا عضلات ، يقف بتحدّ وعناد مستأسدا إلى جانب مُدرس قصير ضعيف البنية . وأذكر أننا في الابتدائية لنا "رئيس" لكل فصل دراسي. ويجري اختياره من الإدارة لصلاحه ومواظبته ودرجات آخر امتحان. وكان يعرف التلاميذ واحداً واحداً. ويميّز مثيري المتاعب ومسببي المشاكل وصانعي الشغب. وشهادة هذا "الرئيس" يعتدّ بها أمام المدرس أو المراقب أو المدير. ويوجد في المدارس الانجليزية طالباً منتخباً اسمه PREFECT وهو ما يعني "التلميذ المفوّض". وجاءت الكلمة من PRAEFECT وتعني الوالي الحاكم (عند الرومان) . وكنّا نودّ أن نكون قد تجاوزنا مرحلة المشاجرات خارج أسوار المدارس. إلاّ أننا وجدناها كل عام تزداد. ولها متابعون..! من كل المراحل الدراسية. وتنشرها صحافتنا بالصور. وما ذلك إلا لغياب متابعة الأسرة وجهاز الإدارة الذي يعتبر الموضوع خارج مسؤوليته، ما دام خارج الأسوار. قرأنا عن إلحاق الأذى الجسدي والنفسي، ونماء روح العدوانية. ثمة رقابة غائبة.. علينا البحث عنها.. كي نقول عن طلابنا إنهم حضاريون. فى الغرب تواجه المدارس الابتدائية مسألة يسمونها ( بو ليينج وفعلها Bully لكنها ليست ضد المدرّس وغالباً تجري بين طالب متنمّر وآخر ضعيف له ميزة النعمة ، ويحمل الطيب من الطعام والحلوى . فيهدده الكبير ويسلب بعض مالديه ، ويجعلها عادة يومية . لكن أن يتعرض طالب لمدرّس فالحالات قليلة . ومن عادة المدرس أن يكون شأنه مع طلبة فصله محدودا بخطوط الدرس والواجب فقط . ولا يوجد سبب يجعل طالباً يعتدي على أستاذ . الحرمان من الامتحان أعتقد أنه الجزاء الأمثل لمن ابتدع ضرب المدرسين . لأن الموضوع إذا مرّ بسلام فستكثر العضلات . التي لا تعرف " التبجيلا ".