أحلام ورديّة نسمعها منذ نعومة أظفارنا . أحاديث تروى لنا عن تطور قادم ، وعلمٌ نافع .. خبراء مناهج عالميون يقدمون بين الفينة والأخرى ، أموال تهدر ليقال أتينا بخبير من بلد كذا حتى يعتقد العامة من الناس بأننا على مقربة من منافسة للدول المتقدمة .. حشو أذهان يتم التأكد من حفظها نهاية الفصل الدراسي .. لوائح تلغى وأخرى تسن .. سباق في إصدار الأنظمة .. رجال وضعوا في غير أماكنهم .. مدارس تكاد تكون خالية من الوسائل التعليمية ، إلاّ ببعض الجهود الشخصية . تصفحت مرة كتاب القراءة في المرحلة الابتدائية لا أذكر أي صف ووجدت به من الأخطاء الإملائية والنحويّة الكثير علما أني لست مختص في هذا المجال ، والأكثر دهشة كثرة المؤلفين والمدققين لذلك المنهج رجال ونساء . ستون طالبا في غرفة الدراسة ، ولكل طالب جزء من الدقيقة . طلاب يتلقون تعليمهم داخل غرف ضيقه قد لا تتعدى مساحتها ( 3× 3متر) فوضى عارمة بين الطلاب داخل وخارج أسوار بعض المدارس . لم يعد المعلم والمعلمة يحضى بقدر بسيط من التقدير والاحترام .. زرافات من المعلمين التربويين كل عام أغلبهم لا يعرف ما هي أهداف المرحلة التي سيدرسُها ، بل لا يعرف كيف يوصل المعلومة إلى أذهان الطلاب .. لم يتلقى التدريب المطلوب قبل الانخراط في هذه المهنة الشريفة . بين فترة وأخرى نقرأ ونسمع عن معلم ضُرب ، أو شارف على مغادرة الحياة .. غياب عن المهنة كل يوم دون رادع يُذكر .. إشراف على المواد أو ما يسمى (استراحة مسافر قبل الرحيل) . ناهيك عن المحسوبية في كل ركن من أركان التعليم .. مناهج أكل عليها الزمان وشرب ، الحائض والنفساء والأنصبة لبهيمة الأنعام في سن مبكر لا تتناسب مع أعمار التلاميذ. طلاب يلجون مدارسهم الساعة الثامنة صباحا ، ولا تستطيع اتخاذ أي إجراء جراء ذلك .. غياب عن المدارس واللائحة تقول : يسمح له بدخول الامتحان .. ولعل البعض منا يذكر بعض القرارات التي صدرت عن وزارة التربية والتعليم ، والتي هيأت كل سبل الضياع لهم . بلوتوثات نراها يندى لها الجبين تُلتقط من داخل المدارس بين بنين وبنات ، لم تكلف وزارة التربية والتعليم نفسها اتخاذ إجراء صارم يحد من وطأة هذه المشكلة .. الحل الأخير فقط في إرسال تلك الشريحة إلى إدارات التربية والتعليم . أشكال وملابس وشعور طويلة تقليد لغيرنا .. ظاهرة التدخين وغيرها داخل مدارسنا ، نعم قد ينقل الطالب أو الطالبة إلى مدرسة أخرى بعد مداولات طبعا ، لكن أين الإرشاد .؟ وأين الأخصائيين الاجتماعيين عن كل هذا .؟ ومن المسئول عن ضعف الإرشاد في المدارس .؟ غياب شبه تام من بعض الأسر عن أولادهم وبناتهم لكون تلك الأنظمة في صالح الشباب والفتيات . أعرف أن سياسة التعليم في المملكة تهدف إلى الحد من ظاهرة الرسوب والتسرب بين الطلاب وأن بقاء الناشئة مدة طويلة يكلف الدولة الكثير رغم أن دولتنا تنفق وبلا حدود من أجل الرقي بالتعليم ، لكن ما هكذا تسن الأنظمة حتى تدعو للإفلات عن الجادة .. وحتى ننافس غيرنا لابد من إشراك منهم في الميدان في سن تلك القوانين لكونهم أكثر دراية من غيرهم . مناهجنا ليست حكراً على خبراء وزارة التربية والتعليم ومن يأتي من بلدان أخرى ، وكما يقال : أهل مكة أدرى بشعابها .. مجتمعنا يختلف عن المجتمعات الغربية ، ومتطلبات المجتمع هم من يحددها .. وكان من الواجب إشراك بعض رجالات التعليم من المجتمع في صنع هذه المناهج حسب متطلبات المجتمع نفسه .. في بلدان عدة رأيت وقرأت أن المجتمع هو من يصنع ذلك المنهج ، ودور وزارات التربية والتعليم لديهم الإشراف فقط . لذا أقول معذرةً يا .. وزارة التربية والتعليم.