لم يمض على تسلم التشيكي هاسيك مهام تدريب فريق الهلال الكروي عشرة أيام، إلا وكتب اسمه بأحرف من ذهب في قائمة (أبطال كأس ولي العهد). لا أجرده من دوره في البطولة، ولا أمنحه العلامة الكاملة، والأكيد أنه بمجرد قبوله المهمة مسؤولا مباشرا منذ اليوم الذي وصل فيه وبعد 24 ساعة يقف في المنطقة الفنية موجها الفريق أمام الفيصلي، تأكيد على مايتمتع به من ثقة ورغبة في أن يكون مسؤولا عن تبعات المباريات، وبعد أربعة أيام واصل في المباراة الثانية أمام القادسية في دوري زين، ثم أعد العدة في ظرف أربعة أيام لنهائي كأس ولي العهد أمام الاتفاق الذي يصنف من بين أفضل ثلاثة أندية في قوة التكتيك. وهنا أربط هذه المقدمة بما قاله هاسيك في جريدة "الرياض" في أول حوار له وأجراه الزميل حمد الصويلحي ونشر قبل النهائي بيوم: المفاوضات لم تدم طويلا فبعد أن تلقيت أول اتصال من الإدارة الهلالية وافقت بسرعة على الرغم من ظروفي العائلية إذ كنت مستعدا للسفر الى أمريكا بسبب هذه الظروف، ولكنني لم أستطع رفض عرض الهلال مع أنني رفضت العديد من العروض قبله ولكنه يعتبر أكبر فريق في آسيا وأعرفه جيدا ولدي خلفية عن لاعبيه وسبق أن لعبت ضدهم لذلك وقعت، أنا لا أتحدث من فراغ، أي مدرب يعرف الهلال وتتاح له الفرصة لتدريبه فلن يرفض لأن لديه هوية الفريق البطل الذي تعود على البطولات ويملك الإمكانيات التي تؤهله لتحقيق الألقاب، عملت في آسيا والخليج تحديدا ولعبت ضد الهلال أثناء إشرافي على الأهلي الإماراتي وأعرفه جيدا، أي مدرب سبقني سيقول الكلام ذاته ويؤكد أن تدريب الهلال فرصة كبيرة له، والهلال يتماشى مع فلسفتي التدريبية لأنني تربيت في فريق سبارتا براغ التشيكي الذي يشابه سياسته ويجب أن يفوز بكل مباراة وينافس على كل بطولة ويرضي الجمهور بالمستوى المميز، لست بحاجة أن أشيد بالهلال ولكنني واثق أنه الفريق المناسب لي وسأبحث من خلاله عن النجاح والانتصارات". وهنا أسأل: هل ماقاله هاسيك قبل البطولة ب 24 ساعة تحقق على أرض الواقع بنسبة فوق ال 50 بالمائة؟ ولا أعني هنا الفوز بالبطولة التي قد تأتي ولو بركلات الترجيح، فالأهم هل كان تناغم المدرب عمليا ينسجم مع أقواله؟ أترك الإجابة لمن يقرؤون هذا المقال ، وأؤكد أن الظروف أحيانا تساعد المدرب ولايستفيد، وأحيانا تعاكسه ويقلب الطاولة، وبقراءة فنية للمدربين هاسيك (الهلال) وبرانكو (الاتفاق) نجد أن هذه العوامل مجتمعة حضرت على أرض الميدان واجهها المدربان، وتابعها وقيمها الجمهور والنقاد لحظة بلحظة، ولعل البعض يسترجعون تقييمهم اللحظي ويربطونه بالنتيجة والعمل والتفاعل. الأكيد أن هذه المباراة أنارت طريق المدرب وعززت من ارتياح العاملين معه وحوله، وكشفت عن بعض لمساته على الدفاع. أما برانكو فقد أجاد، ولكن الظروف عاكسته كثيرا بدءا بمستوى مظفر مرورا بإصابة بديله عكاش وانتهاء بتدني مستوى تيجالي. مبرووك للزعماء البطولة ال 53 ..وحظا باسما للنواخذة الذين كسبوا احترام الجميع.