أقامت الجمعية الخيرية السعودية لمرضى الإيدز مؤخراً محاضرة توعوية عن مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) وذلك في قاعة الزهراء بمبنى الإدارات النسائية بمنطقة الرياض ، هذا وقدم النشاط محاضرة للدكتورة بتول علي والأستاذة أبرار علي السبكي وذلك في إطار التعاون بين الوزارة والقطاعات الحكومية الأخرى وقد قامت بالتنسيق لهذه المحاضرة إدارة العلاقات العامة بالتعاون مع الإدارة العامة للصحة المدرسية . تناولت الورقة نبذة عن المرض وعن طرق العدوى ونسب المصابين به حول العالم حيث أشارت إلى أن الشرق الأوسط يحتل المرتبة الرابعة في العالم من حيث عدد المصابين بالمرض حيث تعاني المنطقة وشمال أفريقيا اكبر عدد مصابين من الأطفال في العالم ، وذكرت أن الحاجة الآن إلى التعاون في التثقيف ونشر طرق الوقاية من المرض أكثر من ذي قبل، وركزت في حديثها على ضرورة معاضدة المصابين ومساندة عائلاتهم وتمكينهم من الاندماج بشكل سليم بين أفراد المجتمع فبالرغم من كل الخدمات الصحية المتوفرة بخصوص الايدز إلا أن شبح الخوف من المرض مازال مسيطرا على المجتمع ومازالت الوصمة والنظرة السلبية والدونية تمارس ضد المتعايشين كما هو الحال في معظم الدول العربية مما يجعل الأفراد لا يتقدمون للفحص الطوعي خوفا من معرفة وضعهم الصحي وما يترتب عليه من ضغوط نفسية تجاه الأسرة والمجتمع الأمر الذي يتطلب التوسع في البرامج التوعوية في جميع المجالات لتحفيز الأفراد لتحديد الوضع المصلي لهم ويساهم في الحد من نشر الإصابة إلى الآخرين أو حماية النفس من خطر انتقال العدوى بالمرض ، وذكرت أن المراكز التطوعية يتم فيها التعامل مع جميع الحالات المكتشفة بشكل سري وباستخدام الأرقام الكودية حفاظا على سرية المعلومات الخاصة بالمصابين. وأشارت إلى أن تمكن المصابين بالإيدز من الزواج وتكوين أسرة يساهم في الاستقرار النفسي للزوجين وان الإصابة بالمرض لا تمنعهم من ممارسة حقوقهم المشروعة كما أن متابعة الوضع النفسي لهم بعد الزواج وتوفير الدعم الاجتماعي اللازم لهم يساعدهم على إكمال مسيرة الحياة بشكل طبيعي وقد تم تزويج عدد 26 مصابا ومصابة وهم في حالة صحية جيدة ووضع أسري مستقر ولهم أطفال سليمون وذكرت أن الجمعية تشجع الأشخاص المصابين للمشاركة في التخطيط لتحسين برامج العناية بالمصابين بالمرض. ودعت في نهاية كلمتها إلى ضرورة التعاون مع الجمعيات المعنية بالمرض التي مازال أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم يعزفون عنها أو الانخراط في برامجها التطوعية بشكل يهدد استمرارية تقديم الخدمات المختلفة بشكل ملحوظ في حين تجد هذه الجمعيات كامل الدعم والتشجيع من القطاعات الحكومية . وقدمت الأستاذة أبرار بدورها نبذة عن الجمعية (نشأتها ،أعضاؤها، وأهدافها، وبرامجها) فذكرت ان الجمعية هي أول مؤسسة مجتمع مدني من نوعها انشئت عام 1429/9/22، تستهدف التوعية بأخطار المرض، والدفاع عن المصابين ومساعدتهم على إزالة الوصمة الاجتماعية وضمت في مجلس إدارتها المنتخب أسماء فاعلة في الميدان الاجتماعي، والأمني، والصحي. وأوضحت في عرضها رؤية ورسالة الجمعية وأهدافها والتي من أبرزها نشر الوعي الصحي بين أفراد المجتمع وتقديم الخدمات الصحية والاجتماعية والنفسية للمتعايشين مع الفيروس وإقامة الشراكات مع القطاعات المختلفة لدعم المسؤولية الاجتماعية تجاه المرض وإيجاد الحلول المناسبة لما يواجه المتعايشون من معوقات مادية واجتماعية إلى جانب مساعدتهم في الحصول على التأهيل المهني وتطوير المهارات الحرفية لديهم بتقديم دورات تدريبية لهم وإقامة مشاريع توظيفية لهم ولأفراد أسرهم القائمين بإعالة الأسرة وتهيئة المتعايشين للزواج نفسيا واجتماعيا وماديا وصحيا كما تهدف الى توعية الجهات المعنية حول جدوى وسلامة توظيف المصابين في أعمال غير ناقلة للعدوى كما تقوم الجمعية بإجراء البحوث المجتمعية التي تحدد مسار فيروس الايدز في المجتمع والآثار المترتبة عليه وتنفيذ برامج الوقاية. ثم تحدثت عن البرامج المقدمة للمرضى وهي (برنامج التوعية الصحية وبرنامج دعم وكفالة اسر المصابين بالإيدز وبرنامج دعم المصابين صحيا ونفسيا واجتماعيا وبرنامج تدريب وتوظيف المصابين وأسرهم وبرنامج تنمية الموارد المالية وبرنامج البحوث المجتمعية ) وذكرت ان برامج الجمعية تمولها وزارة الشئون الاجتماعية الى جانب التبرعات التي تتلقاها الجمعية على حسابها. وفي ختام المحاضرة تمت الإجابة على استفسارات الحاضرات وتوزيع المنشورات عن المرض وعن الجمعية وموقعها الالكتروني www.saca.org.sa ودعت الدكتوره بتول والأستاذة أبرار إلى ضرورة التعاون والسعي الحثيث للوصول إلى الهدف عام 1435ه وهو أطفال بلا ايدز بإذن الله تعالى وأشارتا إلى انه ما زال هنالك طريق طويل أمام هذه الجمعيات للدخول والتغلغل بين طبقات المجتمع والوصول إلى الطبقات الهشة التي تحتاج المزيد من الرعاية والوعي لمكافحة انتشار الايدز.