قال صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان: لم أعد كلمة بهذه المناسبة، ولم يكن لي مشاركة في هذا الافتتاح.. إلا أنني أتمنى مصافحة كل واحد منكم، واحدا واحدا.. هذا إن حصل لي، وإن لم يحصل فأتمنى أن يحصل لي هذا في حفل اليوم الجمعة، متمنيا لكم إقامة سعيدة.. كما أتمنى أن نجد فيكم كل ما نتمناه.. وأن تجدوا فينا كل ما تأملونه ولا أريد الإطالة حتى لا تجعلوا لي من اسمي نصيبا.. ولكنني في هذه الكلمات أريد أن أقول لكم بأنني لن أتعبكم إلا بمحبتي لكم، وبفرحتي بلقائكم، كما أنني لا استطيع أن أرحب بكم في بلدكم فالمملكة العربية وطن الجميع كما ألقى نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان معالي الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري كلمة قال فيها: كم هي الجنادرية عاشقة لكم، حالمة بكم، استيقظت لتجد عشاقها بجوارها يطارحونها أجمل كلمات الغزل الأدبي فتزاد جمالا وزهوا بالنفس، أجل.. عاشقة ومعشوق، عشق أدبي يصعد بفكر الإنسان ويصقله، فباسمكم وبما تحملونه من أكرم الصفات.. أقول ذلك وكلي رجاء إلى الله أن يقينا فيهبنا وعيا وسعة أفق نتجاوز بهما عقبات الجمود الفكري والثقافي والحضاري، مثلما تجاوز مفكرو أمتنا العربية والإسلامية عبر تاريخنا مثل هذا الجمود، فشكلوا روحا إنسانية، وتفكيرا يصعد بتلك الروح إلى المكانة التي لا يختلف على سمو روحها إلا نفس عاجزة أن تصل إلى مثل سمو تلك الروح. عبدالمحسن التويجري: لم ولن تكون الجنادرية طريقاً وعراً لأي ثقافة.. فقد أضحت أملاً عربياً وأضاف معاليه قائلا: لا أدري ألديّ قدم ستحملني، ولسان يستطيع أن ينطق عما في نفسي نحو والدنا جميعا سيدي خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – من سكنت رؤيته الواسعة هذا الوطن ومستقبله، وعقله، وروحه، في نفسه الخيرة، كما سكنت الأوطان العربية والإسلامية الأخرى في تلك النفس، فما أجل الرجل وما أروع عمله! عمل بعيد وبعيد لا يلحق به إلا طائر كريم أصيل تعود أن لا يطارح في سماء الفكر، وسعة الأفق إلا كل معنى إنساني كريم. ومضى معاليه في كلمته مشيرا إلى أن تاريخنا المشترك، وقد تعددت فيه دوله أو دويلاته بقي فيه كل فكر صادق حجرا راسخا وجليلا، وأثرا كريما في أذهاننا، لا يمر عليها مرور الكرام، في حين مضى كل تفكير خائر قواه إلى حيث مضى وغاب.. مضيفا قوله: كلي أمل أن يقول المثقف والمفكر في هذا العصر كلمته الصادقة، فما أحوجنا إلى ذلك، وما أحوج المفكر إلى من لا يغيب عقله وتفكيره واجتهاداته في عصر أصبحت فيه الثقافة والمعرفة رداء لا بد وأن يضيق كل مدع ودخيل عليهما، حساباته مضحكة، قاصرة قصر نظره. بن سالم حميش: علينا استثمار المهرجان لنتحاور في قضايا أمتنا المصيرية وأضاف معاليه قائلا: أقول ذلك وأنا على يقين بأن الجنادرية ما كانت ولن تكون طريقا وعرا لأيّ من الثقافات مهما كانت مشاربها ومعادنها، فهي قيمة إنسانية تسير على درب لا يسلكه إلا عقل يزن الأمور وينزلها منزلتها، ويعقلها بأكرم عقال، ولأنها الجنادرية بعطائها فما أسعدها أن ترحب بكم ضيوفا على سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – من وعى ثقافة عصره الأخلاقية، وأقامها منهجا إنسانيا فهم قيمها – حفظه الله – كما يجب أن تفهم، ليجيء درنا جميعا فنتحمل عبء المسؤولية بيقظة لا تغفو في سبات عميق. د. أحمد الضبيب: قدر الثقافة والمثقف أن يكونا محركين نحو الإصلاح والتنوير من دون تعصب ولا تحيز ومضى التويجري في كلمته مشيرا إلى أنه من أروع ما في الوجود أن ينتمي الإنسان إلى قيمه الحضارية الصادقة، ويتمسك بثوابتها يقينا بأنها ملاذه من كل ساع يسعى للنيل من مستقبله ووعيه وثقافته.. وأضاف قائلا: أقول ذلك والقلق يستبد بنا جميعا في كل مكان قلق مخيف، ومخيف بالإنسان العربي على وعيه وأمنه ونفسه وضميره ومستقبله، ومستقبل أبنائه ولقمة عيشه وكرامته.. أقول ذلك خشية أن يجيء من لا يميز الخبيث من الطيب فكرا ووعيا وقيما وخلقا.. لهذا أرجو الله تعالى ألا يخذل الخير والأمن والأمل في نفوسنا، ووطننا العربي، ويحفظ الله لشعوبنا أمنها وآمالها في مستقبل كريم، ويقيها من كل جهالة لا تفيق ولا تغفو إلا على حسابات الربح والخسارة. عبدالمحسن التويجري يلقي كلمته واختتم معاليه كلمته معربا عن شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الذي جعل من الجنادرية أملا عربيا في ترجمة ثقافتها وتحويلها إلى واقع متداول للجميع، مثنيا بالعرفان لولي عهده الأمين – حفظه الله - على ما قدمه سموه لوطنه ولمليكه.. مشيدا بما يبذله صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نحو المهرجان الوطني للتراث والثقافة، اهتماما من لدنه بثقافة الوطن ومواطنيه بأمانة وإخلاص كما ألقى وزير الثقافة المغربي السابق بن سالم حميش كلمة استهلها معربا عن شكره لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – مشيدا بما يتيحه المهرجان الوطني للتراث والثقافة للأطياف ولمجموعات المفكرين والمثقفين من عالما العربي والإسلامي، من الاجتماع لإحياء التناظر والتحاور في القضايا المصيرية التي تعني أمتنا العربية الإسلامية، والتي تعيش مرحلة عصيبة صعبة، تفرض الحرص على التفكير في واقعها وإعادة النظر في واقعها من خلال ضمائر الأمة من خلال المثقفين والمفكرين، مما يفرض عليهم المثابرة على استثمار هذا المهرجان. د. أحمد الضبيب يلقي كلمته ومضى بن سالم مؤكدا على ما يجب على المجتمعين في هذا المهرجان من إشاعة روح الحوار، وتعزيز الوسطية اللتين يسعى إليهما ديننا الحنيف.. مشيدا بما قاده الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله - في إشاعة الحوار بين كافة أتباع الحضارات، الأمر الذي يجعل من مثقفي ومفكري الأمة الإسلامية والعربية في أمس الحاجة إلى هذا التحاور والتشاور والتناظر في قضايا أمتنا الإسلامية والعربية.. مستعرضا في كلمته العديد من مفاهيم الوسطية والسلام والحوار والإخوة من منطلقات ربطها بعقيدتنا الإسلامية، بوصفها رسالتنا أمام شعوب العالم.. مختتما كلمته بأن يجد المفكرون والمثقفون بغيتهم في هذا المهرجان كما درجت عليه آمالهم في انعقاده كل عام. بن سالم حميش يلقي كلمته من جانب آخر وصف الدكتور أحمد بن محمد الضبيب مدير جامعة الملك سعود السابق، هذه التظاهرة الثقافية وما تشكله كل عام في رحابها من وجهة للمثقفين ومفكري العالم العربي والإسلامي، بأنها تكشف لنا كل عام مدى الحاجة الماسة إلى الفهم والوعي والتدبر في قضيانا العربية والإسلامية، وخاصة في ظل المتغيرات التي شهدت الكثير من التحولات الإنسانية المختلفة في شتى مجالات الحياة. وقال د.الضبيب: إن قدر الثقافة أن تكون محركا نحو الإصلاح والغد الأفضل، كما هو قدر المثقفين فيما يترتب على نزاهة رسالتهم، والدور الإصلاحي، والإسهام إلى التغيير الأفضل، دون تحيز أو تعصب، في ضوء ما تحتاجه قضايانا المعاصرة من حوار ومناقشة حول رؤيتنا إلى العالم ورؤية العالم إلينا بوصفه أحد المتغيرات التي نشهدها وتعيشها ضمن ما نشهده من تحولات معاصرة.. مختتما كلمته بالتثنية بالشكر على راعي المهرجان خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين.. أعقب ذلك قصيدة للشاعر الدكتور عبدالله الوشمي عن الوطن بعنوان (للأهل.. للأرض) نالت استحسان الحضور. د. عبدالله الوشمي خلال إلقاء قصيدة وطنية ندوة افتتاح البرنامج الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة جانب من الحضور النسائي جانب من حضور الحفل