افتتح رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز مساء أمس النشاط الثقافي في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، وسط حضور كبير لشخصيات رسمية وثقافية فكرية وإعلامية. ورحب الأمير متعب في كلمة مقتضبة بالضيوف والمشاركين في المهرجان. من جهة أخرى، تمنى نائب رئيس الحرس الوطني المساعد نائب رئيس رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، خلال كلمته في حفلة الافتتاح وعياً وسعة أفق، «نتجاوز بهما عقبات الجمود الفكري والثقافي والحضاري، مثلما تجاوز مفكرو أمتنا العربية والإسلامية عبر تاريخنا مثل هذا الجمهود، فشكلوا روحاً إنسانية، وتفكيراً يصعد بتلك الروح إلى المكانة التي لا يختلف على سمو روحها إلا نفس عاجزة أن تصل إلى مثل سمة تلك الروح». وقال التويجري: «إن تاريخنا المشترك قد تعددت فيه دوله أو دويلاته، بقي فيه كل فكر صادق حجراً راسخاً وجليلاً وأثراً كريماً في أذهاننا، لا يمر عليها مرور الكرام في حين مضى كل تفكير خائرة قواه إلى حيث مضى وغاب». وتمنى أن يقول المفكر والمثقف في هذا العصر كلمته الصادقة «فما أحوجنا إلى ذلك وما أحوج المفكر إلى من لا يغيب عقله وتفكيره واجتهاداته في عصر أصبحت فيه الثقافة والمعرفة رداء، لا بد أن يضيق على كل مدع ودخيل عليهما حساباته مضحكة قاصرة قصر نظره». وبين أن «الجنادرية لن تكون طريقاً وعراً لأي من الثقافات مهما كانت مشاربها ومعادنها، فهي قيمة إنسانية تسير على درب لا يسلكه إلا عقل يزن الأمور، وينزلها منزلتها ويعقلها بأكرم عقل». وأضاف قائلاً: «ما أروع أن ينتمي الإنسان إلى القيمة الحضارية الصادقة ويتمسك بثوابتها، يقينا بأنها هي ملاذه من كل ساع يسعى للنيل من مستقبله ووعيه وثقافته». واختتم التويجري بقوله: «اسمحوا لي بأن أكرر عظيم تقديري لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله من جعل الجنادرية أملاً عربياً في ترجمة ثقافتها وتحويلها إلى واقع متداول بين الجميع، كما يشرفني أن أقدم لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود كريم إجلالي يرقى إلى ما قدمه نحو وطنه ومليكه حفظه الله ورعاه». وألقى وزير الثقافة المغربي السابق بن سالم بنحميش كلمة عبر خلالها عما يتيحه المهرجان الوطني للتراث والثقافة من حضور «لأطياف المفكرين من العالم العربي والإسلامي، للاجتماع في ما بينهم والسعي للتحاور في القضايا المصيرية، التي تعنى بالأمتين العربية والإسلامية لاجتياز هذه المرحلة المهمة التي تمر بها خلال هذه الفترة». وبيّن أن الثقافة رافعة من رافعات الرقي الاجتماعي وتنميته من الحسن إلى الأحسن، مؤكداً أن الإسلام القائم على الوسطية هو السلام، وانه يجب إعلاء شأنه بين الشعوب. فيما أكد مدير جامعة الملك سعود الأسبق الدكتور أحمد الضبيب، في كلمته، أهمية القيم الثقافية لمهرجان الجنادرية، وأهمية اللقاء في ما بين المثقفين العرب والمسلمين والتداول في ما بينهم في مواضيع تهتم بعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان وتكشف الحاجة للفهم والحاجة للتفاعل، من أجل عالم يتمتع بالحرية والعدالة والسلام وأن الثقافة رسالة محبة وسلام، ووسيلة تعارف في ما بين الشعوب، وأن فعاليات مهرجانات الجنادرية السابقة ناقشت العديد من قضايا الإنسان، وتطرقت إلى العلاقة مع الآخر والرؤية للعالم ورؤية العالم لنا». وألقى رئيس نادي الرياض الأدبي الدكتور عبدالله الوشمي قصيدة شعرية صفق لها الحضور كثيراً.