سعت الصين امس الى التهوين من أي انقسامات حول الشأن السوري وتقديم رؤية متفائلة عن علاقاتها مع الولاياتالمتحدة في العقد المقبل حين يتولى قيادة البلاد شي جين بينغ نائب الرئيس الصيني الذي يزور البيت الأبيض الامريكي الأسبوع المقبل. وستكون زيارة شي للولايات المتحدة بمثابة مباركة دولية للرجل الذي من شبه المؤكد أن يخلف هو جين تاو رئيسا للحزب الشيوعي الصيني في وقت لاحق هذا العام ورئيسا للبلاد في اوائل عام 2013 . وفي إفادة صحفية لتمهيد الطريق قبل زيارة شي قال كوي تيان كاي نائب وزير الخارجية الصيني إن النزاعات حول التجارة والأزمات الدولية وأحدثها الأزمة السورية يجب ألا تؤثر على العلاقات مع الولاياتالمتحدة المضطربة دوما. وقال كوي للصحافيين "أنا متفائل بشأن التطور العام للعلاقات بين البلدين خلال العقد المقبل" مؤكدا على أن كلا الجانبين في حاجة إلى العمل على التعاون. وأضاف "بالطبع إذا حدنا عن هذا الاتجاه.. إذا نسينا التجارب المتراكمة على مدى السنوات الأربعين الماضية.. ستكون هناك مخاطر كبيرة.. مخاطر بالنسبة للصين والولاياتالمتحدة وللعالم أجمع. هذا أمر نحتاج إلى تجنبه." وتأثرت العلاقات بين بكينوواشنطن بسبب نزاعات حول التجارة وسياسة العملة الصينية اليوان ونوايا الصين العسكرية وكيفية التعامل مع الطموحات النووية لكل من كوريا الشمالية وإيران. ومن الممكن أن تزداد التوترات هذا العام بسبب تغيير القيادة في الحزب الشيوعي الصيني وسباق انتخابات الرئاسة في الولاياتالمتحدة. ونددت إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما مؤخرا بالصين لانضمامها إلى روسيا في استخدام حق النقض (الفيتو) ضد مسودة قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قالت قوى غربية إن الهدف منها هو مواجهة تصاعد العنف في سوريا. لكن كوي الذي تشمل اختصاصاته توجيه العلاقات مع واشنطن قلل من احتمال نشوب خلافات عاصفة مع واشنطن حول سوريا في الوقت الذي دافع فيه أيضا عن قرار استخدام الفيتو. وقال كوي للصحافيين "الاتهامات المتبادلة ليست لها قيمة كبيرة ولا تحل المشكلات." وأضاف "تعتقد الصين أنه في العلاقات الدولية يجب ألا نستخدم القوة أو التهديد باستخدام القوة برعونة ويجب ألا نلجأ للتدخل الخارجي لتغيير النظام في دولة أخرى." وقال متحدث باسم الخارجية لاحقا إن وفدا من المعارضة السورية زار الصين هذا الأسبوع والتقى بتشاي جون نائب وزير الخارجية مما يشير إلى رغبة الصين في أن تظهر بعض المشاركة في جهود إنهاء العنف.