في شهر محرم من عام 1397ه سقطت أجزاء كبيرة من إحدى مدارس البنات الابتدائية بمدينة جلاجل أثناء تواجد الطالبات في فصولهن؛ نتج عنه وفاة سبع عشرة طالبة - رحمهن الله -، وعدد من المصابات في حادثة عصيبة بكى لها كل من سمع الخبر عبر المذياع، أو قرأه عبر الصحف اليومية؛ لتنهال الدعوات وصادق العزاء على أهالي المتوفيات والمصابات، كما عبّر الشعراء عن عميق مشاعرهم تجاه الحادثة التي ألمت بهذه المدينة الوادعة والتي قال حينها الشاعر "د.غازي القصيبي" - رحمه الله - قصيدته الرثائية: بسط الموت يا جلاجل كفيه فماذا أعطيته يا جلاجل كل هذه الزهور؟ ما أفجع الزهر صريعاً على نيوب المناجل! كل هذا العبير من طيب مريول ومن خفقة الصبا في الجدائل أما العلامة والأديب عبدالله بن خميس - رحمه الله - فعلق في قصيدته قائلاً: وما برح التعقيد يلعب دوراً هو يحكمنا ما شاء أن يتحكما فأملى ولكن الزمان غريه وأهوى ولكن بالحتوف وبالدما وفي الشعر الشعبي تصور قصائد كل من "سليمان بن جردان" و"ناصر الفريح" و"محمد بن زامل" الحادثة الأليمة؛ في حين تعزي الشاعرة نورة الفايز –رحمها الله – بنات جيرانها وهي تقول: ظهريت الاثنين قلبي على نار كني على جمر الغضى يصطليني سمعت صوت مكبرين بالأخطار يستنجدون بشرطة المنقذيني جانا الدفاع بصنعه شغل بيطار ومجندين للأمر زاهبيني ويعد الشاعر محمد بن عبدالعزيز الحجي - رحمه الله - أكثر من صور الحادثة تصويراً دقيقاً لمعايشته للحدث، ووقوفه عليه، وتذكر الروايات أن الطالبات المصابات كن يغطين وجوههن حين عمليات الإنقاذ، ولذا قال الشاعر الحجي قصيدته الباكية مفصلاً ما رأه على النحو التالي: في حادث جلاجل تصورت ما صار يوم القيامة يوم ضيعات الأفكار الرابح اللي ما حضر يوم الاثنين يا سعد من هم عن جلاجل بعيدين ما شاف عجز يركضن بالشوارع تغطي الرجلين والوجه طالع ولا شاف شيبان هزال مساكين من كل فج وصوب بالدرب ماشين ياتي هل الديرة رجالن ونسوان الكل منهم سارح الفكر مشتان والله لو شفت التريكي مسيكين وأبو دغش وابن سليمان وحسين من سمع بالحادث تكدر طعامه تلقاه يمشي ما عرف وش مرامه صاح الصياح وصاح الاسعاف بالبوق كن واحدهم مع الدرب ملحوق وكيل أمير المجمعة ما له أجناس من يوم سمع الكارثة حرض الناس وصلوا هل النجدة بعد نصف ساعة كان واحدهم يدور أطماعه جونا من الحوطة رجال المطافي رئيسهم في كل الأعمال وافي ومطافي هل المجمعة ما به قصور مصيبة حلت على هالبنات سبعة عشر بنت بزور مساكين أضف إلى ذلك ثمان جريحات كنا بيوم يشخصن فيه الأبصار الخلق كل يطلب الله سلامات بشهر محرم عام سبع وتسعين ما شافواللي صار في عشر ساعات كثير منهن كشاف الرأس فارع تنشد عن اللي من نسبها قريبات ومن غريب حادثتي مدرسة جلاجل عام1397ه، وحادثة مدرسة براعم الوطن في جدة التي امتدت فيها ألسنة اللهب إلى أعلى مبنى المدرسة في العام الهجري المنصرم، وتوفي فيها ثلاث معلمات "رحمهن الله" وأصيب عدد من الطالبات، أن الشعر حضر بقوة في الحادثة الأولى، وغابت عنها الصحافة، فيما حضرت الصحافة في براعم الوطن وغاب عنها الشعر لاسيما الفصيح منه!.